يحظى حفل توزيع جوائز الأوسكار بأهمية كبيرة في الولايات المتحدة الأميركية وباقي دول العالم، لأنه يضع في الواجهة أفضل الأفلام التي صدرت في العام وما تعلق بها من تقنيات تصويروإخراج ومونتاج ومؤثرات وسيناريو. كما تحظى المواضيع التي تثيرها الأفلام بنقاش كبير تأييدا أو انتقادا، إذ غالبا ما تعالج ظواهر سياسية واجتماعية وثقافية تترك بصمتها، سلبا أو إيجابا، في التاريخ الإنساني. تاريخ وسينما تُعتبر جوائز الأكاديمية المشتهرة باسم "أوسكار" أحد أشهر الجوائز السينمائية في الولايات المتحدة الأميركية وفي العالم. وتُمنح هذه الجائزة من طرف أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، وقد بلغ عدد أعضائها عام 2015 نحو 6100 عضو. ويجسّد تمثال الأوسكارصورة محارب يمسك بسيف طويل يتدلى إلى قدميه ويقف على بكرة شريط سينمائي تنطلق منها أشعة تمثل الفروع الخمسة التي ترعاها الأكاديمية، وهي: التمثيل والإخراج والإنتاج وكتابة السيناريو والفنيون، موضوعة على قاعدة أسطوانية من المرمر. ويبلغ ارتفاع التمثال المصنوع من النحاس والقصدير المطلي بالذهب 34 سنتيمترا ويزن 3.85 كيلوغرامات. وصمم تمثال الأوسكار سيدريك جونز عام 1928، ونحته جورج ستانلي، وتقوم بتنفيذه شركة دودغ بمدينة كريستال ليك بولاية إلينوي. واختلف المؤرخون في أصل تسمية "أوسكار". ويرجح متابعون أن أمينة مكتبة الأكاديمية مارغريت هيريك قالت عندما شاهدت نموذج التمثال أول مرة عام 1928 "إنه يشبه عمي أوسكار". ويرى آخرون أن الممثلة الراحلة بيتي ديفيس أطلقت على التمثال اسم "أوسكار" نسبة إلى زوجها الأول. بدأ توزيع جوائز الأوسكارعام 1928 وفقا لخمس فئات، وأقيم أول حفل للأوسكار يوم 16 مايو/أيار 1929، وكان بسيطا ولم يحظ بتغطية إعلامية، قبل أن تكتسب الجائزة شهرة عالمية كبيرة عام 1953 بعد نقل الحفل عبر شاشات التلفزيون. وفي عام 1955، أضيفت فئة أفضل فيلم أجنبي إلى مجموعة الجوائز الرسمية، وصار يُسمح لكل دولة بترشيح فيلم واحد يمثّلها في المنافسة. وتعتبر جائزة الأوسكار لأفلام الرسوم المتحركة حديثة نسبية، حيث بدأت عام 2001، وهيمنت عليها بيكسار التي فازت بسبع جوائز أوسكار لهذه الفئة منها فيلم "فايندينغ نيمو". فن وسياسة ويُستخدم الحفل للتعبير عن آراء سياسية مثيرة للجدل، مثل رفض الممثل مارلون براندو الحصول على جائزة أفضل ممثل بسبب موقف حكومة أميركا من الهنود الحمر. وفي حفل توزيع الجوائز عام 2003، ندد العديد من الفائزين بالحرب على العراق، أبرزهم المخرج مايكل مور الذي فازبجائزة أفضل فيلم وثائقي. ووجد تحقيق عام 2012 أجرته صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن أعضاء الأكاديمية كانوا 94% من البيض و77% من الذكور. وقالت الدراسة إن الأعضاء الذين تم اختيارهم على أساس أعمالهم وبتوصية من الأعضاء الحاليين يبلغ متوسط أعمارهم 62 عاما. ووجد استطلاع لرويترز ومؤسسة "إبسوس" أن 34% من بين نحو ألف مجيب يعتقدون أن هوليود لديها مشكلة عامة مع الأقليات. وقال 62% من السود الذينشاركوا في الاستطلاع إن صناعة السينما لديها مشكلة مع الأقليات، مقارنة مع 48% من كل الأقليات التي تم استطلاع رأيها. وفي الحفل الـ87، بدأ الممثل نيل باتريك هاريس الذي قدم حفل الأوسكار بتوبيخ الأكاديمية على ترشيحاتها. وقال مازحا"الليلة نكرم أفضل العاملين في هوليود وأكثرهم بياضا". ثم قال "آسف.. أقصد ألمعهم". وعكست هذه الدعابة إحصائيات الترشيحات، إذ أنه بعد فوز أكثر من 2900 مرشح، تمكن 31 فنانا فقط من أصحاب البشرة السوداء من الفوز بالأوسكار.