نزار محمد-ريف حلب دخل إلى الأراضي السورية رتل عسكري تركي مؤلف من عشرات المدرعات ومئات المقاتلين، واتجه نحو ضريح سليمان شاه التركي الواقع شرقي جسر قره قوزاك في ريف حلب، دون معرفة أسباب هذا التحرك من المدنيين. محمود أبو إبراهيم كان شاهدا على تحرك الرتل العسكري، ويقول "رأيت قدوم الرتل العسكري ليلا وكان يحمل أعلاما تركية، وقد مر قربقرية القبة واتجه نحو موقع ضريح سليمان شاه.. كنت ألاحظ الطائرات المروحية في السماء فهي لم تفارق الرتل". ويضيف أبو إبراهيم في حديث للجزيرة نت أن "توقيت قدوم الرتل العسكرية كان بين الساعة العاشرة والثانية عشرة بعد منتصف الليل، وكان يتضمن نحو 130 عربة و600 عسكري، وبقي نحو أربع ساعات ثم غادر قبل صلاة الفجر". ولاحظ أن الاشتباكات لم تنقطع منذ أن وصل الرتل إلى الضريح حيث قصف الطيران الحربي محيطه، مضيفا "لكن لا نعرف إن كان هناك عناصر لتنظيم الدولة الإسلاميةأم لا بسبب حظر المرور بالطريق المؤدي إلى جسر قره قوزاك، خاصة أنه يشهد معارك عنيفة بين القوات المشتركة وتنظيم الدولة". منطقة بقرية آشمة وضعت تحت سيطرة الجيش التركي تمهيدا لنقل الرفات إليها (الأناضول) مكان جديد الصحفي الكردي جوان سوز أوضح للجزيرة نت تفاصيل تحرك الرتل العسكري وقال "دخل عدد من الجنود الأتراك ومعهم آلياتهم العسكرية عبر معبر مرشد بينار الحدودي الواصل بين مدينةعين العرب (كوباني) وبلدة سروج التركية، ثم واصل التقدم باتجاه جسر قره قوزاك جنوبا على بعد 35 كلم، وسط انقطاع تام في شبكة الاتصالات التركية على الحدود والتي يعتمد عليها أهالي المناطق الحدودية في سوريا". وأضاف "نقل الضريح إلى قرية كردية قريبة من الحدود التركية، وتزامن ذلك مع سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على منطقة الضريح بعد انسحاب الرتل العسكري". وقال الإعلامي في كتائب شمس الشمال دوست علي إن هناك مواجهات عنيفة جرت مساء السبت قربجسر قره قوزاك، مؤكدا أن القوات المشتركة قتلت عددا من عناصر التنظيم والاستيلاء على ذخائر وآليات عسكرية، لكن سرعان ما حل الصباح حتى هدأت المواجهات. ويؤكد شهود عيان أن القوات التركية وضعت سيطرتها على أرض في قرية آشمة الكردية ورفعت العلم التركي فيها تمهيدا لنقل الرفات إليها لاحقا. وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلوقال في مؤتمر صحفي بمقر قيادة الجيش إن ضريح سليمان شاه نقل بأمان وبشكل مؤقت إلى تركيا تمهيدا لإرجاعه إلى سوريا لاحقا، مؤكدا أنه تم إخطار قوات التحالف بالعملية لتجنب وقوع ضحايا بين المدنيين. وكان النظام السوري اعتبر التدخل التركي من أجل نقل الضريح "عدوانا سافرا على الأراضي السورية"، بينما قال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد خوجة في مؤتمر صحفي إن العملية تمت تحت علم الائتلاف وبالتنسيق مع الجيش السوري الحر. ويعتبر سليمان شاه رمزا من رموز الحضارة التركية لكونه جد عثمان الأول مؤسس الدولة التركية، وهذه ليست المرة الأولى الذي يتغير فيها مكان الضريح، حيث نقل في المرة الأولى عام 1973 عندما أوشكت مياه سد الفرات على إغراق القبر، حينها وبعد مشاورات بين الحكومة التركية والرئيس السوري الراحل حافظ الأسد تم نقل القبر إلى منطقة نائية تبعد عن الحدود السورية التركية نحو 25 كلم.