أغلقت قوات الاحتلال قطاع غزة أمام مواد البناء، بعد اكتشاف نفق كبير يمتد من حدود القطاع إلى داخل إسرائيل، التي اعتبرت ذلك دليلا على أن حركة "حماس" تستعد للمواجهة العسكرية، وتعد لاختطاف إسرائيليين بغرض مبادلتهم بمعتقلين في السجون الإسرائيلية. ووصف جيش الاحتلال النفق الذي تم اكتشافه الخميس الماضي وأعلن عنه أمس، بأنه الأكثر تطورا، مشيرا إلى أنه بعمق 15 مترا وطول كيلو مترين ونصف الكيلومتر، وعريض بشكل ملحوظ دون استبعاد أن يكون أعد لاختطاف جندي إسرائيلي، أو يستخدم في مواجهة عسكرية مستقبلية. وقال "تم اكتشاف الكثير من الثقوب في النفق، التي يعتقد أنها كانت ستستخدم لتخزين وتفجير كميات كبيرة من المتفجرات". وأضاف"النفق يحتوي على سكة من أجل النقل السريع للنشطاء وأيضا إضاءة". وأعلن أنه اكتشف أحد مخارج النفق بالقرب من كيبوتس"عين هشلوشاه" داخل إسرائيل واستغرق عدة أيام من أجل تدميره. وإثر ذلك أعلن ما يسمى بمنسق نشاطات الجيش الإسرائيلي بالأراضي الفلسطينية ايتان دانجوت "وقف نقل مواد البناء إلى القطاع". وكانت "حماس" استخدمت أحد الأنفاق في العام 2006 لاختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي تم بعد عدة سنوات من المفاوضات مبادلته بأسرى في السجون الإسرائيلية. أما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فقال في مستهل الجلسة الأسبوعية لحكومته "هذا العام هو الأهدأ منذ أكثر من عقد ومع ذلك، نرى خلال الأسابيع الأخيرة تزايدا في حدة العمليات". وكان نتنياهو يشير بذلك إلى عدد من الهجمات التي وقعت في الضفة الغربية مؤخرا، التي ما زال يتخبط بشأن دوافعها، إذ بعد اتهام الفلسطينيين بقتل ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي في منزله في غور الأردن في الضفة الغربية، فقد اتضح من التحقيقات أن الحديث يدور عن عملية على خلفية جنائية. من جهة أخرى، أعلنت الرئاسة الفلسطينية أمس، عن جولة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، تشمل عددا من الدول الأوروبية للتشاور والتنسيق بشأن المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: "من المقرر أن يبدأ الرئيس عباس جولة على عدد من الدول الأوروبية، تشمل إيطاليا والفاتيكان وألمانيا وليتوانيا وبلجيكا، للقاء زعماء ومسؤولي هذه الدول ومسؤولين بالاتحاد الأوروبي الذي سيزور مقره في بروكسل. وقال "كما سيلتقي عباس مع بابا الفاتيكان فرنسيس وسيوجه له دعوة لزيارة الأراضي المقدسة". وأشار الناطق إلى أن الرئيس الفلسطيني "سيركز على التشاور والتنسيق مع الزعماء الأوروبيين حول المفاوضات، سيما أن دول الاتحاد الأوروبي داعمة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وأنها تعتبر الاستيطان غير شرعي". وقال أيضا إنه "سيتم إطلاع القادة الأوروبيين على آخر ما وصلت إليه المفاوضات، ومحاولة خلق مناخ مناسب ضروري لإنجاحها". وتابع أن الرئيس عباس "سيحث القادة الأوروبيين على المضي قدما في قرار الاتحاد الأوروبي بفرض قيود بشأن التعامل مع المستوطنات الإسرائيلية".