التواصل مع كثير من الجهات الحكومية أو الخاصة من خلال الهاتف أو الإيميل أو الموقع الإلكتروني يخضع في كثير من الأحيان إلى الحظ، فالبعض مهما حاول الاتصال بتلك الجهات فإنه لن يجد أي رد، وفي أفضل الظروف فإن الرد يأتي من خلال رسالة مسجلة تقوم بتحويله إلى جهة أخرى لا تجيب، والبعض يظفر بالرد بعد عدة محاولات، والبعض الآخر يأتيه الرد من أول اتصال. في جريدة مكة قامت الصحفية أماني يماني بتجربة قياس سرعة استجابة السفارات السعودية في الخارج للمواطنين، فقامت بإرسال إيميل لـ21 سفارة وقنصلية في الخارج، أوضحت من خلاله اسمها، وأفادت بأنها مواطنة سعودية تحتاج أرقام هاتف وجوال للسفارة للتواصل معها، كانت النتيجة بأن 4 سفارات تفاعلت معها خلال دقائق، و6 سفارات بعد أيام، و11 سفارة لم ترد، وعلى الرغم من وجود ملاحظات على طريقة القياس في ظل ما يصل إلى السفارات من المئات من الإيميلات المجهولة المصدر؛ إلا أن مثل هذه التجربة يجب أن يتم تطويرها من قبل وزارة الخارجية، وتطبيقها من فترة لأخرى لمعرفة سبل تحسين وتطوير خدمات السفارات للمواطن في الخارج. القضية لا تنحصر في القنصليات أو السفارات فقط، كما أنها لا تنحصر في الإيميلات، بل القضية تكاد تكون شاملة لكثير من الجهات الحكومية، والتي تحتاج إلى أن تضع مقاييس دورية من قبل جهات متخصصة ومحايدة؛ يمكن من خلالها قياس مستوى خدماتها وسبل تطويرها، ومن ضمنها الرد على المراجعين والتجاوب مع استفساراتهم. بعض الجهات الحكومية لديها هواتف لا تعمل، وبعضها لديها هواتف لا ترد، وبعضها لديها مواقع إلكترونية قديمة، وما يوجد فيها من وسائل تواصل لا تعمل، ولا يوجد طريقة للتواصل مع تلك الجهات إلا من خلال مراجعة أقرب فرع لها، وعندما تقوم بزيارة الفرع يطلب منك موظف الاتصال أن تقوم باستفسار من خلال الموقع الإلكتروني فهل يعقل هذا؟!. Ibrahim.badawood@gmail.com