شبت النيران بعد الساعة الواحدة من صباح أمس، في عدد من طوابق برج «ذا تورش» السكني بمنطقة مرسى المارينا، في دبي، أحد أطول الأبراج السكنية في العالم، والثاني من حيث الارتفاع في الإمارة. وعلى الإثر، انطلق صوت جرس الإنذار، وتبعته أصوات مدوية لكتل تتساقط من الطوابق العليا، فيما طلب رجال الأمن من سكان الأدوار المنخفضة النزول الى الشارع، عبر الدرج، إذ تم تعطيل المصاعد كإجراء أمني. وقال القائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة، إنه لا شبهة جنائية في الحريق البرج الذي يصل ارتفاعه إلى 336 متراً. وقد طلبت ساكنة أوروبية من قائد فرق العمل بالدفاع المدني، المقدم علي المطوع، التدخل لإنقاذ قطة تركتها في الشقة، فأرسل اثنين من رجال الإنقاذ إلى شقتها، وتمكنا من إعادة القطة إلى صاحبتها. كما تدخلت الفرق لإنقاذ ثلاث قطط تركها صاحبها في شقته. وذكر مدير عام الدفاع المدني في دبي، اللواء راشد ثاني المطروشي، أن النيران امتدت لنحو 32 طابقاً، وتحديداً من الطابق 51 حتى الطابق 83. ونفذت فرق من تسعة مراكز ضمت أكثر من 100 ضابط وفرد من الدفاع المدني ما يعرف بـ«تكتيكات الاقتحام السريع» من داخل البرج، ما ساعدهم على تحجيم الحريق ومنع امتداده الى أجنحة البرج الأخرى والأبراج المجاورة، على الرغم من سرعة الرياح وتطاير اللهب من منطقة الحريق والسيطرة عليه خلال ساعتين. كما تم تفعيل منظومة إدارة الأزمة مع شركاء الدفاع المدني لإخلاء المبنى. وشرح أن القيادة الميدانية للحادث التي أدارها مدير إدارة العمليات في الدفاع المدني، المقدم علي حسن المطوع، بمشاركة مدير إدارة المراكز المقدم حسين الرحومي ومدير مركز جبل علي المقدم عبدالرحمن بالشالات طبقت ما يعرف بدليل إجراءات الطوارئ، وشارك في الحادث فرق إطفاء وإنقاذ من مراكز بور سعيد، والراس، والراشدية، والحمرية، والمنارة، والقوز، والمرسى، والبرشاء، والكرامة، وجرى تسليم الموقع الى خبير الحرائق بشرطة دبي لبيان سبب الحريق وتداعياته. يذكر أن هيئة الطرق والمواصلات وشرطة دبي لجأت إلى تحويل حركة السير بعيداً عن الشوارع المحيطة بالمبنى. كما قصرت رحلة الترام على ثلاث محطات لفترة من الوقت، إلى أن عاد للسير في خطه المعتاد بعد التأكد من أن كل الأمور سارت على ما يرام. وتابع عمال بلدية دبي بجهد كبير بعد انتهاء أعمال الإطفاء مباشرة في تنظيف مخلفات الحريق من الشوارع المحيطة حتى تعود حركة المرور إلى حالتها الطبيعية.