كانت الخطابة ولا تزال من أقوى وسائل الإقناع، وهي أفعل في النفوس من الكتابة، فشتان بين الكلام الحي والكلمات الجامدة. وإذا كان الكاتب يعرض عقله ومنطقه، فإنّ الخطيب يبلغ موضع الإقناع من نفوس السامعين بروحه، ويطبعهم بطابع شخصيته. مصداق ذلك الأثر الخطابي لديموستين اليوناني وشيشرون الروماني في نفوس سامعيهما.