×
محافظة المدينة المنورة

تعليم المدينة يدشن تسجيل المستجدين عبر «نور»

صورة الخبر

بعض الأشخاص حسب رأي الأخصائيين النفسيين لديهم الميل للعيش بما يسمى عقلية الضحية، والشخصية التي تتصف بتلك العقلية غالبا ما توجه أصابع الاتهام إلى الظروف أو الأشخاص عندما تحدث لها مشكلات أو لا يتحقق لها ما تريد، ومنبع هذا السلوك هو الشعور بقلة الحيلة وعدم القدرة على مواجهة المشكلة والبحث عن حلول لها، والطريق الأسهل هو لوم الآخرين وتحميل أي طرف خارجي المسؤولية. من هؤلاء من ينفس عن نفسه بالتذمر والشكوى والغضب أحيانا، ومنهم من يستسلم ويتقبل الوضع على ما هو عليه، أو يستمر في مواجهة المشكلة بالطريقة نفسها، وكلما استمروا في هذا النهج ازدادوا ضعفا وإنهاكا لأنهم لا يفعلون شيئا، وهم بذلك يصعبون حياة من يعيش أو يتعامل معهم. ليس الأفراد فقط من يتصف بهذه الحالة حتى المجتمعات والشعوب المنكسرة تتعامل مع مشكلاتها ومآسيها بعقلية الضحية، وتنظر إلى ما يحدث لها من خلال التآمر، أو من خلال أفكار ومفاهيم ونماذج مسبقة وتقيس الواقع والأحداث عليها لأنها عاجزة عن التحكم بالواقع، لذلك لايزال الخطاب المعتمد على فكر التآمر طاغيا على شاشات فضائياتنا، وعلى معظم النقاشات الدائرة على كل المستويات. سمعت أحدهم ينصح بتعليم الطلاب ما حيك للعرب من مؤامرات وخطط، وما صرح به زعماء إسرائيل من عقود ليعرفوا الحقائق التي يستطيعون من خلالها مواجهة الحرب النفسية، ومع أن تلك التصريحات حقيقية ومن المفيد الإحاطة بها، ولكن المضي بهذا النوع من التفكير وتطبيقه على كل قضية يريح الذهن من التفكر والنظر بعقلانية إلى الواقع، ويقود إلى البحث فقط عما يؤيد فكرة المؤامرة، ويتماشى معها من الأحداث والتصريحات والشواهد، دون محاولات تحليل الواقع وفهمه واستخلاص العوامل المساعدة على تحقق المؤمرات، ومن ثم إحداث التغيير المطلوب، والنتيجة أننا ننسى، وعندما تتكرر الأحداث نعود للاحتجاج والعويل وتوجيه الاتهامات وتدبيج البيانات دون تحرك فاعل، بينما يستفيد الطرف الآخر من سلوكنا وذاكرتنا القصيرة وتلهينا بالكلام، ويوغل في إيذائنا. ينصح عادة الإنسان الذي يعيش ويتعامل مع مشكلاته بعقلية الضحية أن يعيد النظر بالطريقة التي يفكر بها ويغير فيها ولو تدريجيا، لأنها مصدر عجزه وإخفاقه، فالتعذر بالظروف والمؤثرات الخارجية مجرد محاولة تبرير للفشل، ومن النادر أن نصادف أشخاصا ناجحين يتعاملون بتلك العقلية، فالناجح يستفيد من أخطائه ولا ييأس بسهولة، لأنه يركز نظره على الهدف وعلى نفسه وإمكاناته. الاستمرار في العيش بعقلية الضحية أفرادا كنا أو مجتمعات أو حكومات يعني أننا سنظل نكرر القصص والنغمات نفسها ونبقى ضحايا إلى الأبد، فلا أحد يتحمل مسؤولية أفعال غيره، ويأخذ بالنيابة عنه زمام المبادرة والتغيير.