تغيرت التكنولوجيا التي اجتاحت عالم النشر، ساهمت في إصدار كم هائل من الكتب والروايات.. هل الإنترنت والتطورات في الطباعة جعلت الناشرين يعيشون مرحلة ازدهار لم يشهدها العالم العربي من قبل.. للتعرف على حركة النشر في المملكة العربية السعودية ودور المؤسسات في تحقيق نهضة النشر؛ كان لـ «الجسر الثقافي» هذا اللقاء مع نائب رئيس اتحاد الناشرين العرب، رئيس جمعية الناشرين السعوديين أحمد بن فهد الحمدان. أين موقع المملكة من حركة النشر على المستوى العربي؟ حركة النشر في المملكة تعيش أزهى عصورها، ودليل على هذا وجود أول جمعية للناشرين في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث أسست جمعية الناشرين السعوديين عام 1424 هجرية في مدينة الرياض، وتم افتتاح فرع لها في جدة بالمنطقة الغربية، ساعدت الناشرين السعوديين على تطوير أعمالهم والالتحاق بعالم النشر من أوسع أبوابه. إن الناشرين السعوديين أصبح لهم مكانة عالمية ودولية مميزة عن غيرهم من الناشرين بفضل الله، ثم بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-. ومع تقدم المعدات وآلات الطباعة الحديثة خرجت دور نشر سعودية متطورة وحديثة، وبلغ عدد دور النشر السعودية أكثر من خمسمائة دار نشر استطاعت أن تنافس دور نشر عربية عريقة، إذ قامت بطباعة ما يفوق على أربعين ألف عنوان في الأداب والتاريخ والعلوم الاجتماعية والطب واللغة والترجمة. والذي ساهم في ذلك أنه مع بداية القرن الواحد العشرين تغير مفهوم العمل في دور النشر على مستوى العالم، بحكم التطور في مجال النشر، والسبب هو ظهور شبكات المعلومات كبدائل عن النشر الورقي؛ مما سهل تبادل المعلومات المعرفية بكافة أنواعها. ما تأثير تكنولوجيا المعلومات على حركة النشر؟ إن ظهور مستحدثات جديدة في عصر تكنولوجيا المعلومات والإتصالات وخاصة بعد استخدام الإنترنت في مجال التعليم والتدريس، فرضت علينا سرعة التطور والتميز كناشرين وتهيئة المناخ المناسب الذي يساعد على عملية ايجاد نشر رقمي يلبي حاجة السوق المتزايدة في هذا المجال، الذي ينمو بسرعة فائقة. إن التطور الكبير في تكنولوجيا المعلومات وتقنية الإتصالات يقودنا إلى مفهوم إدارة المعرفة واحداث نقلة في رفع مستوى إدارة المعرفة، وكذلك نقلة نوعية في رفع مستوى الخدمات التي يقدمها قطاع النشر في مجال المعرفة وتقنية المعلومات. إن التطور الذي يعيشه العالم في الألفية الثالثة يفرض علينا التحرك السريع في مجال النشر الرقمي والأوعية المعلوماتية، والاهتمام الكبير بالبرمجيات المتخصصة في مجال المعلومات، لذلك يجب على الناشر أن يقوم بتوظيف تقنية الاتصالات والمعلومات والشبكة العنكبوتية الرقمية بشكل يجعل من دور النشر قادرة على الدخول في العصر الرقمي بشكل متناه وتنافسي، والمعرفة في عالمنا اليوم تتميز عن الازمنة السابقة، بوجود تراكم معرفي كبير ومتجدد من الأفكار والابداعات المعرفية في جميع أنواع المعارف، وتعد المعرفة ركيزة أساسية في تقدم الأمم، بل مصدرا أسياسيا في جميع مجالات الحياة الاقتصادية والعلمية والاجتماعية. هل الكاتب العربي استطاع إثبات ذاته عالميا؟ نعم الكاتب العربي متميز جدا، وهذا أدى إلى زيادة عدد دور النشر. الواقع أن العالم العربي لديه تاريخ عظيم وغني بالإنجازات في الفلسفة والآداب والعلوم. في القرن التاسع أسس عالم الرياضيات الخوارزمي علم الجبر كعلم منفصل عن الهندسة والحساب، وكذلك جابر بن حيان الذي عاش أيضا في القرن التاسع هو مؤسس الكيمياء الحديثة، واكتشف العديد من العمليات الكيميائية التي لا تزال مستخدمة حتى الآن: كالتقطير والتنقية وغيرها. والعلماء والمخترعون العرب أيضًا هم من ندين لهم بصنع قلم الحبر والصابون والقهوة والكثير من الأدوات الجراحية التي ما زالت مستخدمة حتى الآن. لأهمية المعرفة والعلم في دعم النشر.. ما الدعم الذي قدمته وزارة التعليم لاتحاد الناشرين السعوديين؟ قامت وزارة التعليم بإنشاء أكبر مكتبة رقمية على مستوى العالم العربي، حيث رصدت المبالغ الضخمة، والاهتمام الكبير بالمحتوى العلمي الذي سهل لجميع أعضاء هيئة التدريس والطلاب الجامعيين بالجامعات السعودية الوصول إلى المعلومة الحديثة من كتب ودوريات وقواعد بيانات في أقل من الثانية الواحدة وتتحدث على مدار الأربع والعشرين ساعة. ما أهمية صناعة النشر للكتاب؟ إن صناعة النشر للكتاب ذات أهمية بالغة بالنسبة لأية دولة تسعى للتطور، وذلك على مستوى الهدف أو الدلالة، كما يعتبر النشر الوسيلة الأساسية والمؤشر الحقيقي لقياس النهضة الثقافية التي تعيشها الأمة الآن، وأشار إلى أن الكتاب ما زال يحظى بالنصيب الأكبر في هذه الصناعة. ما دور المؤسسات السعودية في تحقيق نهضة النشر؟ الجهات السعودية الحكومية كان لها دور كبير فى تطوير دور النشر، في ظل وجود 30 جامعة علمية اهتمت بالنشر العلمي في المملكة، ومراكز البحوث والدراسات التي ساهمت في نشر 500 بحث علمي موثق، إضافة إلى (دارة الملك عبدالعزيز) التي أخذت على عاتقها نشر الكتب الخاصة بتاريخ المملكة العربية السعودية. ماذا عن المكتبات الرقمية بالمملكة العربية السعودية؟ أنشأت السعودية المكتبة الرقمية التي نجحت في أن تكون أكبر مكتبة رقمية في العالم، فالمكتبة الرقمية تحتوي على ثلاثة ملايين رسالة جامعية باللغة الإنجليزية، و262 ألف كتاب، و147 ألف مجلة علمية، و43 ألف كتاب عربى، و12 ألف رسالة عربية؛ هذا حرصا من الحكومة السعودية على توفير المعلومة مهما كلف ذلك من جهد ومال، ونحن كناشرين سعوديين نعتز بهذا العمل الجبار. وأضاف أن العلم في عصرنا الحالي الذي يتميز بالتقدم والتطور لم يعد يقتصر على فئة أو شريحة محددة العمر، إنما هو متاح لجميع أبناء الوطن بأقل تكلفة ممكنة. أين موقع الرواية السعودية عربيا؟ الرواية السعودية بدأت تشق طريقها بسهولة إلى مطابع الناشرين السعودين. وحكومة خادم الحرمين الشريفين تدعم الكاتب والناشر السعودي بشكل كبير جدا، حيث تمتلك الحكومة دور نشر لها فروع في الكثير من الدول العربية والعالمية لتحقيق الانتشار والتواجد. كيف يمكن صناعة القارئ؟ صناعة القارئ والاهتمام بالقارئ الطفل بوجود مسابقات تنافسية بين القراء من خلال المكتبات العامة، مع إنشاء موقع تسويق إلكترونى حكومي. إذا ماذا عن أزمة النشر التي يقول عنها بعض الكتاب؟ -النشر لم يمر بأزمة وأسعار الكتب في متناول الجميع، ولكن النشر فى أزمة حقيقة مع دور النشر الخاصة، التي يجب عليها تخفيض سعر الكتاب، وهذا يساهم في عدم تزوير الكتب عن طريق النسخ. هل توجد عقوبات لتجريم القرصنة على المؤلفين بالمملكة العربية السعودية؟ حكومة المملكة العربية السعودية وضعت نظاما فيما يخص حماية الملكية الفكرية من أقوى الأنظمة على مستوى العالم، حيث تصل الغرامة لتزوير المؤلف إلى نصف مليون ريال، وهذه الغرامة لا توجد في أي قطر من أقطار العالم، دليل أن المملكة العربية السعودية تجرم عملية القرصنة، وتقوم بحماية حقوق المؤلف وحقوق الناشر.