×
محافظة المدينة المنورة

"الإحصائيات العامة" : مليونا حاج في موسم حج هذا العام

صورة الخبر

بعض الأشخاص دائما في حالة تأخر عند حضورهم لأي مناسبة أو دعوة أو أي اجتماع محدد، وعندما تجري اتصالا هاتفيا معهم قلما تجدهم جاهزين وعلى أهبة الاستعداد للخروج من المنزل رغم التأكيد والاتفاق المسبق على الموعد، والملاحظ أن هذه الحالة تستمر معهم على مرور الزمن، ولا يطرأ أي تعديل على عادة التأخر حتى ولو تسببت بمواقف محرجة ونتائج سلبية وإزعاج للآخرين، ولأني كغيري أستاء من هذا السلوك وأتساءل عن الأسباب الكامنة وراءه فإن الإجابات غالبا ما تدور حول بعض التفسيرات النفسية - إذا استبعدت مسألة الانشغال - مثل رغبة هؤلاء الأشخاص في لفت الانتباه وإعطاء أنفسهم شيئا من الأهمية وشعورهم بالغبطة من توجه الأنظار إليهم عند الدخول، أوبسبب اللامبالاة بمشاعر الأفراد الذين ينتظرونهم واستغراقهم بذواتهم واحتياجاتهم الخاصة، أو لعدم أهمية الموعد أو الحدث بالنسبة لهم، وإذا كان ماسبق يمكن أن ينطبق على بعض الأشخاص الذين لا يظهرون أي حرج أو أسف لتأخرهم فإنه لا يتوافق مع الأفراد المهتمين الذين يشعرون بالخجل من تكرر تأخيرهم ويعتذرون عنه بصدق! إذا لا بد من وجود تفسيرات وأسباب أخرى. من تلك التفسيرات التي قرأت عنها أن المعتادين على التأخر لا يعطون حسابا للوقت، وبالتالي فهم لا يهتمون بالتحقق من الساعة من وقت لآخر ليقدروا الزمن المتبقي وينهوا ماهم فيه بسرعة أو يؤجلوه استعدادا للموعد، وهو مايفعله عادة الحريصون على الالتزام بالوقت، كما أن لديهم مشكلة في القدرة على التنظيم وتقدير الوقت الذي يحتاجه إنجاز مهمة ما، والنتيجة أن الوقت يسرقهم ليكتشفوا بعد ذلك أنهم تأخروا، وقد يشعرون بمضي الوقت ولكنهم بشكل إرادي أولا إرادي غير قادرين على التحكم فيما يفعلونه وانتزاع أنفسهم مما يشغلهم وكأنهم يفتقرون إلى الانضباط الذاتي، وقد تكون تلك صفة يمكن أن تبرز في سلوكيات أخرى. (ديانا ديلونزر) المستشارة الإدارية ومؤلفة كتاب (Never be late again) اعترفت أنها كانت وقبل تأليفها الكتاب دائما في حالة تأخر رغم حرصها واستعدادها بالوقت والتخطيط، الأمرالذي سبب لها كثيرا من المشاكل على المستوى الشخصي والمهني! تكشف دراستها التي أجرتها على عدد من الأفراد عن بعض العوامل النفسية الكامنة وراء عادة التأخر عند فئة من الناس كالقلق والتشتت والتردد أو التهرب من أمر ما، أو بسبب أعراض ما يعرف بقصورالانتباه، أو ميل بعض الأشخاص إلى التراخي والمماطلة في إنجاز المهمة إلى أن يشعروا بضغط الوقت عندها يبدأ حماسهم في اللحظات الأخيرة، وهناك نوع آخر شائع من المتأخرين من المنهمكين بشؤونهم إلى درجة أنهم لا يشعرون بما يجري حولهم، كما أن هناك أشخاصاً سرعان ما ينصرف انتباههم لشيء آخر طارئ قبل خروجهم من بيوتهم فيشعرون بالارتباك وينسون أشياء مهمة ويضيع وقتهم في البحث عنها.. وهكذا. وتؤكد المؤلفة أن تلك الأسباب ليست عذرا للتأخر، ولكنها تساعد على معرفة ما الذي يمكن عمله أو تغييره. التأخير المتكرر عادة سلبية مربكة لا بد من علاجها لأنها تضيع الفرص، وتؤثر في العلاقات، واستمرارها يؤدي إلى فقد احترام وثقة الآخرين.