تعد البطالة من أكبر المشكلات الاقتصادية التي تصيب مختلف المجتمعات، وتعتبرا تحديا كبيرا لكثير من الحكومات، التي تسعى دائما لوضع سياسات للحد من هذه الظاهرة. ويبدو أن مشكلة البطالة لا تقتصر على كونها مشكلة اقتصادية كبيرة، بل إنها، وفقا لدراسة حديثة، تشكل خطرا كبيرا في تغيير السمات الشخصية للأفراد لتجعلهم أكثر انغلاقا وعصبية. وقامت الدراسة، التي أجريت بجامعة ستيرلينغ الأسكوتلندية، بإجراء اختبار لقياس الشخصية لـ6.769 شخص، من بينهم 210 أشخاص كانوا عاطلين عن العمل لمدة تتراوح بين سنة و4 سنوات، و251 شخصا كانوا عاطلين لمدة تقل عن سنة. ودرس الباحثون 5 سمات شخصية في هؤلاء الأشخاص هي: الاجتهاد، والعصبية، والوفاق، والانبساط والانفتاح. وكشفت الدراسة أن الرجال الذين عانوا من البطالة لفترة أطول كانوا أقل اجتهادا، وأكثر عصبية وانغلاقا وحقدا من الذين عانوا منها لفترة قصيرة. وأشار الباحثون أن هذه النتائج تتحدى فكرة أن شخصياتنا ثابتة وتبين أن العوامل الخارجية، مثل البطالة، يمكن أن يكون لها تأثيرات كبيرة على شخصياتنا الأساسية، وأن هذه التغيرات في السلوك والشخصية تجعل الحصول على فرص عمل أصعب.