فيينا، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – تعاود طهران وواشنطن في جنيف اليوم، محادثات تستمر 4 أيام، تبدأ على مستوى مساعدَي وزيرَي الخارجية، وتُختَتم بلقاء الوزيرين الإيراني محمد جواد ظريف والأميركي جون كيري، في محاولة لردم ثغرات تعرقل إبرام اتفاق نهائي يطوي الملف النووي الإيراني. وقال عباس عراقجي، نائب ظريف، إنه سيلتقي نظيرته الأميركية وندي شيرمان اليوم وغداً، في حضور هيلغا شميد مساعدة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي. وأضاف أن ظريف وكيري «سينضمان إلى المفاوضين الأحد والإثنين»، مشيراً إلى «إمكان متابعة المفاوضات بمشاركة كل أعضاء (مجموعة) الدول الست، في ختام الأيام الأربعة من المفاوضات بين الوفدين الإيراني والأميركي». وكانت الخارجية الأميركية أعلنت أن المحادثات مع الوفد الإيراني في جنيف «تتم في سياق مفاوضات الدول الست» (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) مع طهران، لافتة إلى مشاركة شميد في اللقاءات. اجتماع ظريف – كيري سيكون الخامس بعد تمديد الجانبين المفاوضات، للمرة الثانية، من أجل إبرام اتفاق سياسي بحلول نهاية آذار (مارس) المقبل، ثم اتفاق نهائي يتضمن التفاصيل التقنية بحلول أواخر حزيران (يونيو) المقبل. وكررت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أن وفد بلادها إلى المفاوضات «يعمل حصراً في إطار إرشادات قائد الثورة» علي خامنئي، مذكّرة بأن الأخير «أوصى بالموافقة على إبرام اتفاق على أساس مرحلة واحدة، يشمل كل التفاصيل والمبادئ». كلام أفخم حاول تبديد «سوء فهم» بعد تصريحات سابقة لها أشارت إلى أن إيران والدول الست تحاول التوصل إلى «تفاهم سياسي» يتيح إبرام اتفاق، ما أثار انتقادات واسعة من أصوليين اعتبروا الأمر «تلاعباً بالمصطلحات»، مشددين على أن «الوفد المفاوض يريد التوصل مع الأميركيين إلى اتفاق لا إلى تفاهم». ويتزامن استئناف المحادثات بين طهران وواشنطن مع توتر بين إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وإسرائيل، إذ أقرّت الولايات المتحدة بأنها تحجب عن الدولة العبرية تفاصيل حساسة عن المفاوضات مع إيران، متهِمة إسرائيل بتسريب معلومات غير دقيقة في محاولة لإحباط المفاوضات. ورفض الناطق باسم البيت الأبيض جوش إرنست معلومات أفادت بأن الولايات المتحدة «لم تعد تتواصل مع إسرائيل في شأن المفاوضات مع إيران»، مستدركاً أن تقاسم كل تفاصيل المفاوضات مع حكومات لا تشارك فيها يعقّد جهود إبرام اتفاق. وأضاف: «تعي الولايات المتحدة وجوب الامتناع عن التفاوض علناً، خصوصاً وسط انتقاء متواصل لأجزاء محددة من المعلومات واستخدامها خارج إطارها لتشويه الموقف التفاوضي لأميركا وحلفائنا». وتابع: «لا شك في أن أموراً قالها الإسرائيليون في رسم صورة مشوّهة لموقفنا التفاوضي، لم تكن دقيقة». وأكدت الناطقة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي، أن إحدى الخطوات التي تتخذها الإدارة لتأمين «بقاء تفاصيل سرية للمفاوضات وراء أبواب مغلقة»، هي حجبها عن إسرائيل. في غضون ذلك، أفاد تقرير أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأن إيران ما زالت تتقاعس عن تبديد شكوك في «أبعاد عسكرية» محتملة لبرنامجها النووي. وأشار إلى أن طهران «لم تقدّم أي تفسيرات تمكّن الوكالة من التحقّق من التدابير العملية العالقة»، في إشارة إلى مزاعم عن اختبار إيران متفجرات، ونشاطات أخرى قد تُستخدم لتطوير قنبلة نووية. وقال ديبلوماسي بارز إن المدير العام للوكالة يوكيا أمانو وعراقجي سيلتقيان في فيينا الأسبوع المقبل.