تجاهلت إيران التنديدات الدولية الواسعة بعمليات الإعدام الجماعية التي نفذتها بحق عشرات الأكراد السُنة الأسبوع الماضي، وأقدمت على موجة إعدامات أخرى طالت عددًا من السجناء الأكراد. وقالت مصادر مطلعة أمس إن الإعدامات الجديدة طالت 6 سجناء في سجن أرومية شمال غربي البلاد قرب الحدود مع تركيا، مضيفة أن جهاز الاستخبارات الإيراني استدعى مفتي أهل السنة في كردستان حسن أميني خلال الأيام القليلة الماضية وهدده بالاعتقال في حال تنديده بالإعدامات الأخيرة. ووصفت وكالة «هرانا» التابعة لنشطاء حقوقيين محليين الإعدامات الجديدة بـ«غير العادلة والمليئة بالتناقضات». وكشفت وكالة «هرانا» في تقرير لها، تفاصيل جديدة عن اللحظات الأخيرة قبل تنفيذ الإعدام بحق العشرات في سجن رجائي شهر بمدينة كرج قرب العاصمة طهران الأسبوع الماضي. وقال التقرير إن الأحداث بدأت عند الخامسة مساء بدخول مائة من عناصر القوات الخاصة إلى ساحات السجن، ويومها جرى إلغاء كل الإجازات، وصدرت أوامر بأن يكون السجن تحت تصرف القوات الخاصة التابعة لمخابرات «الحرس الثوري». وأضاف التقرير أن سلطات السجن تعاملت مع السجناء في ذلك اليوم بطريقة بدت لهم «مثل المعجزة»؛ إذ سمحت لهم بالحصول على لحوم طازجة بذبح خروفين بأيديهم وتناول لحومهما الطازجة. ومعروف أن السجناء السُنة يرفضون تناول اللحوم التي يقدمها لهم السجن اعتقادًا منهم بأنها مذبوحة بطريقة غير عادية. وبعد تناول الطعام، اقتحمت القوات الخاصة السجن مزودة بالغاز المسيل للدموع، والصاعق الكهربائي، والخوذ الخاصة، وانتهى الهجوم بعد أقل من ساعة بنقل 37 من السجناء السُنة، إلى القسم الخامس من السجن، حيث الزنازين الانفرادية، وهناك وضعت الأكياس على رؤوسهم، وملصقات عريضة على أفواههم. وفي تلك الساعات المتشنجة، قطعت إدارة السجن كل الاتصالات الهاتفية مع تشغيل أجهزة التشويش على أجهزة الجوال، خشية تواصل السجناء مع آخرين خارج السجن. ومع تفاعل الأقسام الأخرى من السجن وترديد هتافات التهليل والتكبير، دخلت مركبات تحمل نعوشًا خشبية، إلى جانب سيارات فارهة تحمل مسؤولين كبارا مرفقة بحماية خاصة من مجموعة دراجات. واستمرت تلك الأجواء المرعبة حتى فجر الثلاثاء، حين نفذ الإعدام بحق نحو 20 سجينًا (وفق الرواية الرسمية).