من توم بيري وليلى بسام دمشق (رويترز) - قالت الحكومة السورية يوم الثلاثاء إن نجاح مبادرة الامم المتحدة لتجميد القتال في حلب يعتمد على مدى قدرة الدول الداعمة للمسلحين على إجبارهم للالتزام بالهدنة مؤكدة إنه لم يتم بعد وضع جدول زمني للهدنة التي يعمل من أجلها مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي مستورا. وفي مقابلة مع رويترز قال وزير الاعلام عمران الزعبي إن تقدم الجيش السوري على حساب تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف أكبر من أي انجاز تم تحقيقه من قبل التحالف الذي تتزعمه الولايات المتحدة والتي رفضت فكرة الشراكة مع دمشق في المواجهة. وبعد حوالي خمس سنوات من الحرب في سوريا تقاتل الدولة السورية متمردين منهم مقاتلون متشددون ومجموعات مقاتلة أخرى في شمال وجنوب البلاد بالاضافة الى تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف الذي أعلن انضمام أجزاء من شرق سوريا الى دولة الخلافة المعلنة من قبله. وقال دي ميستورا الذي يبحث عن هدنة في مدينة حلب الشمالية يوم الثلاثاء إن الحكومة السورية كانت على استعداد لتعليق القصف الجوي والمدفعي مفسحة المجال امام اختبار هدنة في حلب. وقال الزعبي ردا على سؤال حول فرص نجاح الهدنة أي نجاح لأي جهود تتعلق بالحرب على سوريا يتوقف على قدرة الجهات التي تمول المجموعات الارهابية المسلحة على ضبطها وردعها ووقف اعمالها ومجازرها التي ترتكبها ضد المواطنين المدنيين. وكان الزعبي يتحدث في مقابلة مع رويترز في وزارة الاعلام في دمشق. وقال إنه كان يشير الى المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا والاردن التي قدمت دعما للمتمردين في الحرب السورية التي راح ضحيتها حوالي 200 ألف قتيل. وقال دي ميستورا إن بعثته ستتصل بالمعارضة على أمل أن تحصل على جواب لمطلب للأمم المتحدة بوقف قصف الهاون والقصف الصاروخي لمدة ستة اسابيع. وتشمل المجموعات المقاتلة في حلب ومحيطها جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة والتي تم تصنيفها بلأنها إرهابية من قبل الولايات المتحدة وفرضت الامم المتحدة عليها عقوبات دولية. وقال الزعبي الحديث عن تجميد القصف هو جزء من تجميد القتال بمعنى ان تجميد القتال يقع على عاتق جميع الاطراف المسلحة الموجودة في حلب. وأضاف الحكومة السورية ما زالت تدرس ما قاله السيد دي ميستورا منذ اللحظة الاولى ... وعندما يأتي السيد دي ميستورا الى دمشق ستكون هناك اجابات دقيقة وواضحة من قبل الحكومة السورية. وقالت متحدثة باسم دي ميستورا إن فريقه سيزور دمشق الاسبوع القادم. واضافت دي ميستورا قال إنه علينا التواصل مع المعارضة حول تجميد القتال مدة ستة اسابيع لنرى ماذا سيكون عليه الامر فيما يتعلق بوقف الهجمات الصاروخية والهاون وفي حال نجاح ذلك والحصول على جواب ايجابي من الطرفين معنى ذلك ان تجميد ستة اسابيع يمكن ان يبدأ بالفعل. وتسارعت وتيرة القتال في حلب هذا الاسبوع حيث أحكم الجيش السوري سيطرته على مناطق في شمال المدينة التي يقع جزء منها تحت سيطرة المجموعات المسلحة. ويأتي ذلك بعد ان شن الجيش السوري هجوما كبيرا هذا الشهر على المسلحين في جنوب البلاد بمساندة حلفائه. وتقوم الولايات المتحدة ودول حليفة لها بضربات جوية ضد أهداف للدولة الاسلامية في سوريا منذ شهر سبتمبر ايلول في حملة وصفها سابقا مسؤولون سوريون بأنها غير ذات جدوى. وأحرز الجيش السوري تقدما على حساب مقاتلي الدولة الاسلامية في محافظتي الحسكة ودير الزور مؤخرا واللتين تقعان على الحدود مع العراق. وقال الزعبي إن قوات الجيش السوري تتقدم في كل المناطق مشيرا الى ان ما ينجزه الجيش السوري يوميا أكثر أهمية بأضعاف مضاعفة عما تقوم به كل ما يسمى تحالف ضد الارهاب. الجيش السوري ايضا يستخدم الطيران ضد داعش ويستخدم اسلحته ويستخدم خططه العسكرية ضد داعش وهو الاكثر خبرة في الميدان على الارض في كل المنطقة في مواجهة داعش وجبهة النصرة. وأضاف أعتقد ان خطر الارهاب في كل انحاء العالم يحتاج الى عمل مشترك.. ويحتاج الى بذل جهود من كل الدول ليست فقط عسكرية وامنية هناك امكانيات ثقافية وامكانيات تعليمية لكي لا تتكرر هذه الظاهرة كل 15 عاما. ومضى يقول الجيش السوري في حالة دفاع عن النفس ودفاع عن البلد وبالتالي حيث يوجد مجموعات ارهابية مسلحة وحيث يوجد تدخلات من دول مجاورة سنجد الجيش السوري يقاتل. في الجنوب في الشمال في الشرق في الغرب في كل المناطق. (إعداد ليلى البسام للنشرة العربية - تحرير سيف الدين حمدان)