×
محافظة المنطقة الشرقية

في اختراق نادر .. مقتل 4 في انفجار سيارة ملغومة بالقرداحة مسقط رأس الأسد

صورة الخبر

بعد مرور 137 عاما على مولده و76 عاما على رحيله، كان الشاعر محمد إقبال حاضرا أمس الأحد في احتفالية بذكرى مولده أقامها المجلس الأعلى للثقافة في العاصمة المصرية القاهرة. ما بين الميلاد والرحيل رحلة إبداعية فياضة بالمعاني الإنسانية لـ"شاعر الإنسانية"، كما وصفه أستاذ ورئيس قسم اللغة الأردية بجامعة الأزهر إبراهيم محمد إبراهيم، قائلاإن إقبال "لم يكن شاعر العالم الإسلامي فقط، بل شاعر الإنسانية ومفكرها، وإن كان خص الأمة الإسلامية بفكره وشعره، فقد كتب وأفاد الإنسانية كلها". ومضى إبراهيم مذكرا بأن الجانب الإنساني في شعر إقبال "كان أحد العوامل التي كتبت لشعره القبول عند جميع الأمم، لأن شخصيته خلت من التعصب للون أو لجنس، فكان ينشد بناء الإنسان الحق، وأكمل مثال للإنسان الحق هو محمد صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى". هناء عبد الفتاح تتوقف عند كلمة إقبالبشأن القدسفي الثلاثينيات(الجزيرة) كلمات خالدة مصر التي احتفلت بمولد إقبال أمس سبق له أن قصدها في الثلاثينيات من القرن الماضي، هذه الزيارة كانت محل إشارة من قبل أستاذة اللغة الأردية بجامعة الأزهر هناء عبد الفتاح التي أوضحت أن إقبال زار مصر عندما كان متوجها إلى فلسطين عام 1931، وركب القطار إلى بيت المقدس. ومناسبة تلك الزيارة كانت مشاركته في افتتاح المؤتمر الإسلامي بالقدس حيث قال في كلمته أمام المؤتمر "على كل مسلم، يولد ويسمع كلمة لا إله إلا الله، أن يأخذ على نفسه العهد بإنقاذ المسجد الأقصى"، معتبرة كلمة الراحل في تلك المناسبة التي مضى عليها 73 عاما لا تزال موجهة لنا حتى يومنا هذا. هذا الملمح الذي تحدثت عنه هناء عبد الفتاح توقف عنده أيضا أستاذ التاريخ وعضو المجلس الأعلى للثقافة خلف عبد العظيم معتبرا أن إقبال "ملك للأمة الإسلامية كلها والعالم أجمع وليس لباكستان فحسب، وكان في أدبه وأعماله تفسيرا لأماني المسلمين، وهاديا لركبهم صوب المجد والعزة". شوشة: إقبال حشد الثقافات في شعره وظل شاعرا (الجزيرة) الشعر والفلسفة من جهته قال الأمين العام لمجمع اللغة العربية الشاعر فاروق شوشة إن شعر إقبال "ليس مجرد شعر، بل هو مخزن للمعرفة والحكمة والفلسفة الإنسانية، ومما يثير دهشتي كيف استطاع إقبال أن يحشد كل هذه الثقافات في شعره ويظل شعره شعراً؟". وعنالأبعاد الفلسفية والفكرية في شعر إقبال، نبه شوشة إلى أن الشاعر كلما اقترب من منطقة الفكر والفلسفة "جفت شاعريته ورجعت إلى الوراء، لكن إقبال استطاع أن يمزج بين الشعر والفلسفة والتاريخ والقضايا الإنسانية، ومع ذلك كان له نَفَس شعري عميق، وإيقاع موسيقي متدفق، وروح سمحة، تظلل كل من يقترب من شعره، قارئا أو متأملا أو دارسا". واستشهد شوشة بالمقاطع التي تغنت بها كوكب الشرق أم كلثوم من قصيدتهالطويلة "حديث الروح"، التي ترجمها الشيخ الصاوي شعلان، وقال "بعد أن تغنت أم كلثوم بتلك المقاطع بدأ من لا يعرفون إقبال يتساءلون: أين دواوينه وشعره؟ وسرعان ما اكتشفوا أن في مصر مترجمين عظيمين لإقبال هما عبد الوهاب عزام وحسين مجيب المصري، وأن كثيرا من روائع هذا الشاعر يستطيع القارئ العربي أن يقرأها". إقبال على الاحتفالبإقبال (الجزيرة) غزارة المعرفة ولم يبتعد الأكاديمي الباكستاني حافظ منير -الذي تحدث في الاحتفالية- كثيرا عن الأبعاد الفكرية والفلسفية في شعر إقبال. وأرجعها منيرإلى "معرفة إقبال بالعلوم القديمة والحديثة، ووعيه الديني الناضج، ودراسته المتعمقة للفلسفة، ومعايشته للحضارة الغربية عن كثب، كل ذلك أعطاه القدرة على فهم القضايا التي تجابه الإنسانية بعامة، والأمة الإسلامية بخاصة، فهما عميقا مستوعبا". وفي حديثه للجزيرة نت، قال منير "إن الشاعر الكبير لم ينشغل بالبكاء على أطلال الأمجاد الغابرة للأمة الإسلامية، بل قدم لها حلولا، وفتح آفاقا جديدة، وهذا ما يميزه عن معاصريه من المفكرين والمصلحين الاجتماعيين". وأضاف أن شعر إقبال مفعم بالأمل في المستقبل الزاهر، وهو يدعو المسلمين جميعا إلى الاتحاد، كما يدعوهم إلى أن ينهلوا من معين العلم والمعرفة، ولا يبتعدوا عن دينهم، الذي هو وسيلة فلاحهم في الدنيا والآخرة. تجدر الإشارة إلى أن الشاعر محمد إقبال ولد بمدينة سيالكوت بالبنجاب الغربي التي تقع في باكستان حاليا يوم 9 نوفمبر/تشرين الثاني 1877، وتوفي يوم 21 أبريل/نيسان 1938.