حمدت الله أن الذي تم اختياره رئيسا لهيئة الطيران المدني هو سليمان الحمدان، ليس لأنه نسيبي أو ابن عمي، ولا لأنه عبقري زمانه، ولكنه الرجل المناسب في المكان المناسب. فالرجل الذي ترأس مجموعة من شركات الطيران الخاص، والذي عانى من واقع الطيران المدني، وانكوى بنار بيروقراطيته، يمتلك ــ قطعا ــ رؤية اقتصادية لهذا القطاع من زاوية تشكل المدخل الأساسي الذي نعول عليه في إعادة إنتاج هذا القطاع وفق أسس تجارية واقتصادية صرفة. الرجل لم يأت للوظيفة من باب خلفي، وإنما دخله من أوسع أبوابه بعد كفاح مرير في قطاع الطيران المدني واجه خلاله مصاعب جمة وحقق (لوحده) نجاحات رغم كل المعوقات التي اعترضت طريقه. هذه الصناعة الهامة التي قال عنها الحمدان ــ ذات يوم ــ بأنها «تلفظ أنفاسها الأخيرة» نطالبه اليوم بأن يخرجها من غرفة التنفس الصناعي. وهو يتسنم كرسي هذه الصناعة نرجو أن لا ينسى ما قاله بأنها عطلت مصالح البلد وحرمت المرضى من العلاج وأخرت مشاريع ناجحة في البلاد!! ولن نطالبه بأكثر مما قاله بنفسه عندما طالب بتحرير السوق، وأن تكون الهيئة مماثلة لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات التي حررت القطاع ، وأقامت شركات تقوم على التنافسية فقط. لا نريد ترقيعات لهذه الصناعة ولا حقنا مهدئة كما حصل خلال الـ15 عاما الماضية، ولكن إعادة إنتاج هذه الصناعة وفق كل النماذج المعمول بها في العالم، وأعتقد بأن الرجل قادر على ذلك لو أخذ فرصته كاملة في التغيير والتطوير.