لم تكتفِ أزمة «طريق الحرمين» في جدة بالاختناقات المرورية التي عانى منها أهالي العروس خلال الأيام الماضية لتتحول لجبهة صراعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنهت بالإطاحة بحساب مدير عام مشروع قطار الحرمين الدكتور بسام غلمان واختراقه في رمزية عن «الحنق» الذي خلفته الأزمة المرورية التي حلت مؤخرا بالتدخل الفوري لأمير المنطقة ومحافظ جدة فيما ظلت الجهات المعنية بها تتقاذف مسؤولية ما جرى. وفيما أعادت لجنة فنية من عدة جهات فتح عبارات طريق الحرمين التي تسبب إغلاقها في الأزمة مطالبة مقاول المشروع بالعمل على تنفيذ عمله دون ارتباك مروري، كشف لـ«عكاظ» البارحة مصدر رفيع في المؤسسة العامة للخطوط الحديدية أن إدارة المشروع تدرس تطبيق خطة مضاعفة لمحاولة الانتهاء من كافة الأعمال في طريق الحرمين خلال السبعة الأشهر المقبلة وقبل حلول موسم الحج، مؤكدا أن المقاول يعمل بكفاءة عالية ولا يزال أمام عقده نحو 10 أشهر للانتهاء وهو متقدم في العمل، نافيا المصدر ذاته ما تردد عن انتهاء عقده. وبرأ المصدر في حديثه لـ«عكاظ» إدارة مرور جدة من الاختناقات المرورية والأزمة التي حدثت، حيث وقعت إدارة المشروع محضر اتفاق قبل أشهر مع إدارة المرور بحضور مدير عام المرور في المملكة وضعت فيه كافة الاحتمالات لكن لم يكن هناك خيارات بديلة يمكن المضي فيها دون إغلاق تحويلات السامر لاستكمال العمل، مؤكدا أن المسارات التي وضعت في التحويلات هي نفس المسارات في الطريق الرئيسي. وعلى صعيد توضيح الموقف، أطلق مدير عام قطار الحرمين الدكتور بسام غلمان 20 تغريدة على حسابه الرسمي يطالب فيها الناس بالصبر والتعاون، واصفا أن ما جرى يهدف للمنجز حيث كان من الممكن وبكل سهولة ترك الأعمال على طريق الحرمين تسير بوتيرة بطيئة، لكن لن ينتهي المشروع في وقته المحدد ويعود إلى دائرة الركود والتعثر لذا لا يمكن الإنجاز بدون تعب ولا يمكن الحصاد بلا عمل، فما المانع من الصبر إلى قبل الحج (كليا) في سبيل تنفيذ مشروع ريادي حضاري تنموي بهذا الحجم؟ وقال الدكتور غلمان مغردا: «الأفاضل والأحباب أهل جدة وزائريها .. أعمال طريق الحرمين تتضمن إزالات وإعادة إنشاء لكامل جسور وتقاطعات، مما يجبرنا على عمل تلك التحويلات وما نريده هو تفهم الوضع والصبر، فقط لا غير». وتساءل الدكتور غلمان في تغريدة عن الحل دون إزالة وقال: «طريق الحرمين هو عنق الزجاجة في المشروع، ويتضمن العمل إزالة جسوره وتقاطعاتها، فكيف يمكن إزالة جسر أو عبارة وإعادة إنشائها دون تحويل السير»؟ ودافع الدكتور غلمان عبر حسابه الرسمي في «تويتر» عن سير المشروع حين رأى بعض المغردين أنهم يتخبطون في عملهم فرد قائلا: «من السهل جدا الركون إلى الكسل وعدم العمل، ومن الصعب جدا العمل وبذل الجهد، واخترنا العمل رغبة في الأجر وحبا في الوطن والمواطن». وفي المقابل واجه مدير المشروع سيلا من الانتقادات قبل أن يخترق حسابه ويهكر من قبل مجهولين في رسالة لطفح الكيل بأهالي العروس بما عانوه من أزمة اختناقات مرورية ولا سيما بعد أن أرجع مسببات الزحام لسلوكيات السائقين وهو ما أثار غضب المغردين.