على نار هادئة قررت وزارة الثقافة والإعلام طبخ «الحلول» لقضية 361 موظفاً قررت القناة «الرياضية» السعودية الاستغناء عنهم، لكن الوزارة التي تربع على كرسيها الوثير ثلاثة وزراء على مدار أربعة أشهر، فضلت مواصلة «الصمت المطبق» تجاه القضية، التي بدأت بعض عقدها في التفكك، فالموظفون المُستغنى عنهم تسلموا راتبي «المكرمة الملكية». فيما علمت «الحياة» أن راتب ربيع الآخر رُصد لهم. الهاتف المتحرك للمتحدث باسم هيئة الإذاعة والتلفزيون صالح المغيليث لا يزال يرن، لكن لا أحد يجيب على الطرف الآخر، أما المتحدث باسم الوزارة الدكتور سعود كاتب، فاعتذر عن عدم الإجابة، إلا أن «الحياة» علمت من مصدر قيادي في الوزارة أن «ملف الموظفين الـ361 يتصدر طاولة الوزير عادل الطريفي، لافتاً إلى أنه يولي هذا الأمر «اهتماماً كبيراً»، على رغم توليه منصبه حديثاً، إلا أنه يعمل على هذا الملف بشكل خاص ويضعه على سلم أولوياته حالياً. وأضاف: «يدرس الوزير الآن جملة حلول»، رافضاً الكشف عنها، إلا أنها تصبّ في «معالجة الملف»، ملمحاً إلى أن الموظفين لن يعودوا إلى بيوتهم، وأن الوزارة تعمل حالياً مع هيئة الإذاعة والتلفزيون على درس عدد من الحلول، التي «سترى النور قريباً». وأوضح أن «الملف كبير، ويحتاج إلى حل جذري، وهو ما نعمل عليه حالياً»، لافتاً إلى أن هذا الملف «لن يُحل بين يوم وليلة، ويحتاج إلى وقت للدرس ومناقشة الحلول، وتدوير الزوايا، خصوصاً أن الملف يحتاج إلى التنسيق مع عدد من الجهات المختصة». وعلى صعيد الموظفين المُستغنى عن خدماتهم، بعد أن أمضى بعضهم أعواماً في أروقة التلفزيون، ذكر عدد منهم لـ«الحياة»، أن أحد مسؤولي القناة الرياضية أبلغهم صباح أمس أنه «تم رصد رواتبهم لشهر ربيع الآخر، وأنه يتوقع أن يتم إيداعها في حساباتهم خلال اليومين المقبلين، ملمحاً إلى أن الملف ربما يقفل خلال أسبوع، مؤكداً أن رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون عبدالرحمن الهزاع وجه بتمديد عقد الموظفين شهراً، ويشمل المخرجين والمراسلين والفنيين، في محاولة منه لمساعدة الموظفين، وإيجاد حل للملف «الأصعب» لدى الهيئة والوزير الجديد. ولفت الموظفون إلى أن الأمور لا تزال «ضبابية» وسط بوارق أمل يطلقها بعض مسؤولي القناة توحي بأن «الأزمة تتجه إلى انفراجة، وسط وعود بتدخل جهات عليا لحلها»، وهو ما أشعل حرب التسريبات من جديد بين الموظفين وبعض كبار المسؤولين في الوزارة والهيئة المتعاطفين معهم، الذين يحاولون طمأنة الموظفين باستمرار والتخفيف من حدة الأزمة. وكشف المُستغنى عنهم أنهم بدأوا أخيراًً، التحرك من خلال فتح قنوات تواصل مع عدد من مسؤولي وزارة الثقافة والإعلام، وهيئة الإذاعة والتلفزيون، لمعرفة مصيرهم، ملمحين إلى أنهم يدرسون حالياً عدداً من الخيارات، من بينها مقابلة الوزير أو رئيس الهيئة للحصول على إجابات واضحة حول مصيرهم، الذي وصفوه بـ«المجهول»، على حدّ تعبيرهم.