كل الوطن- وكالات: المتحدث باسم الخارجية المصرية أعلن أن المجموعة العربية في الأمم المتحدة ستتقدم اليوم الأربعاء بمشروع قرار لمجلس الأمن لا يشمل حديثا عن أي طلب لتدخل عسكري خارجي في ليبيا. واضطرت مصر إلى خفض سقف مطالبها من مجلس الأمن بعد إعلان القوى الغربية الكبرى ضمنيا رفضها دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتدخل عسكري في ليبيا، وتأكيدها أن الحل السياسي هو الأفضل. وكان مراسل الجزيرة في الأمم المتحدة قد أفاد في وقت سابق أن المجموعة العربية فشلت اليوم في التوصل إلى اتفاق على تقديم مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي لمحاربة فرع تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا الذي نشر مؤخرا تسجيلا مصورا يذبح فيه 21 قبطيا مصريا كانوا رهائن لديه. ونقل المراسل عن مصادر دبلوماسية قولها إن الموقف المصري ركز على ضرورة إصدار قرار عن مجلس الأمن بدعم الحكومة المنبثقة عن مجلس النواب المنحل في طبرق، ورفع حظر التسلح عنها. غير أن دولا عربية أخرى شددت على أن يعتمد أي مشروع قرار على دعم العملية السياسية في ليبيا وجهود المبعوث الدولي برناندينو ليون دون الانحياز إلى أي طرف، وإيجاد مسار سياسي يفضي إلى حكومة وحدة وطنية تتولى مهمة محاربة ما يسمى الإرهاب. معارضة غربية وقال المراسل رائد فقيه إن وزير الخارجية المصري سامح شكري وصل يوم أمس الثلاثاء إلى نيويورك وعقد اجتماعات مطولة مع ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، كما اجتمع مع مسؤولين في الأمم المتحدة وأمينها العام بان كي مون، إضافة إلى عقده اجتماعا ليلة أمس مع مجموعة الدول العربية. وأضاف أن الدبلوماسية المصرية سعت لاستصدار قرار من مجلس الأمن للتدخل في ليبيا إما بتفويض قوة إقليمية أو بدعم الحكومة المنبثقة عن مجلس النواب المنحل التي يرأسها عبد الله الثني، ورفع حظر التسلح عنها. غير أن المقترح المصري واجه معارضة غربية، وخاصة من الولايات المتحدة ومجموعة الدول الأوروبية التي شددت على ضرورة عدم الانحياز لأي طرف من الأطراف في الساحة الليبية، وهو ما ركزت عليه أيضا بعض الدول العربية. وبدورها أفادت وكالة الصحافة الفرنسية أن مصر تراجعت عن طلب التدخل العسكري الخارجي في مشروع القرار الأممي عن ليبيا. جلسة طارئة ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن جلسة طارئة مساء اليوم لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا. وأوضح بيان للأمم المتحدة أن عقد المجلس -المؤلف من 15 عضوا- يأتي بناء على طلب من الأردن، باعتباره العضو العربي الوحيد بالمجلس. وفي السياق ذاته دعت إيطاليا اليوم الأربعاء إلى إجراء دولي عاجل لوقف انزلاق ليبيا إلى الفوضى، وقالت إنها مستعدة للمساعدة في مراقبة وقف إطلاق النار وتدريب القوات المسلحة الليبية. وبدوره قال رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد اليوم إن بلاده تعارض أي خطوة نحو تدخل عسكري في ليبيا، وتؤيد إيجاد حل سياسي للأزمة بين الأطراف المتصارعة هناك. وفي وقت سابق أمس أكد السيسي -في مقابلة مع إذاعة أوروبا1 الفرنسية- أنه ليس هناك خيار سوى التدخل الدولي في ليبيا. وكانت مقاتلات تابعة للجيش المصري قد نفذت ضربات جوية صباح الاثنين، ضد أهداف وصفتها بأنها تابعة للتنظيم، مما أدى لقتل وجرح العشرات من المدنيين الليبيين.