في أثناء زيارة رئيس الوزراء التركي أحمد أوغلو إلى السعودية تم التطرق إلى بحث التصدي لعدوان إيران على دول المنطقة، وطالب خلال تلك الزيارة الرسمية، وزير الخارجية التركي إيران بالتراجع عن موقفها الطائفي ضد دول المنطقة. قبل وأثناء التسعينات الميلادية كانت إيران تراهن على شيعة القطيف، وبأنهم أكثر تعصبا وتدينا خلاف تلك القبائل التي تقطن على الحدود العراقية الإيرانية التي يُشترى تشيعها.. فكما قال أحد المشايخ الذين عملوا في مجال الدعوة منذ عقود: «كنا نزور تلك القبائل فنجدهم سنة، ثم نمر عليهم العام القادم لنجدهم شيعة، و لا نتركهم إلاّ وهم سُنة .. فكان تشيعهم يشترى، وتسننهم يباع».. لذا، راهنت إيران على شيعة القطيف، حيث تشييعهم لم يشترَ، بل كان موروثا. لقد كان بناء خلية تكن الولاء لإيران في السعودية عملا يتطلب الكثير من الجهد والصبر، لكن النتائج ،بالنسبة لأطماعهم، ستكون أوفر من أي مكان آخر والولاء سيكون حقيقيا ليس مرهونا بالدفع. أن قاعدة (فرق تسد) هي أولى العتبات التي هبطت من خلالها المخابرات الإيرانية للقطيف، فكانت الفروق القبلية والمذهبية والمناطقية التي تطفو على السطح في المجتمع السعودي بيئة ملائمة لزرع خلية الولاء تلك. ثم جاء الغلو والتشدد الديني من كلا الطرفين (السنة والشيعة)، فلكل فعل ردة فعل .. لم يكن التشدد السني في السعودية يقلق إيران بقدر ما يقلقها التماهي بين أطياف المذهبين، أو عقد مؤتمرات تدعو لنبذ التطرف مثل: «متحدون لمناهضة العنف باسم الدين»، أو «تشجيع الحوار لمنع التطرف». كان التطرف الشيعي والتطرف السني هما فرسا الرهان اللذان راهنت عليهما إيران بأنهما سيمزقا الوطن -لا قدر الله-، ومع كل دعوة من تنويريين لنبذ الفرقة والانضواء تحت لواء الوطن كان هناك من يقف بالمرصاد لشتم تلك الدعوات والازدراء بكل من يحاول مداوة ومدارة الجرح، ليتحول الوطني إلى وطنجي، أو جامي، أو ليبرالي، ولا بأس بقليل من التكفير، وربما التخوين إذا لزم الأمر! المخابرات الإيرانية تكاد ترقص طربا عندما يُفجر سني مسجدا للشيعة في الأحساء أو الدمام، فهي لا يهمها كم سعوديا شيعيا قضى نحبه في تلك الحادثة. ولكن ما تعمل عليه هو الفرقة التي كادت أن تنجح فيها بمعاونة مجموعة من الخرقاء يرون أنهم يكرهون الفرس والمجوس والشيعة و..و.. ، ولا يحبون إلاّ الوطن. لأخي الشيعي السعودي الذي يرقد في المستشفى إثر تفجير حسينية الأحساء، وكان قد التقط صورة سيلفي مع سمو ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف .. أقول له: أمامك العافية، ووطن يحبك.