في هذا اليوم الأغر، الثامن من ذي الحجة، تبدأ أعمال الحج التوقيتية. أي أعماله ومناسكه المرتبطة بالتوقيت الزمني. فالصعود إلى منى في يوم التروية مرتبط بذلك، وكذلك الصعود إلى عرفة يوم التاسع، والمكوث فيها، ثم النفرة منها إلى المزدلفة بعد مغيب شمس ذلك اليوم، ثم المبيت بالمزدلفة ليلة العاشر، ثم الدفع إلى منى في صباح يوم النحر، ثم المبيت بمنى حتى انتهاء النسك لمن تعجّل ومن تأخَّر. وفي الحقيقة أن معظم العبادات في ديننا الحنيف لها علاقة وثيقة بالتوقيت والزمن.. وهو شيء لافت بل يحتاج إلى التأمل منّا والملاحظة. كما أن ذلك يتماشى مع ما فطر الله من حركة الكواكب والمجرات من توقيت دقيق وحساب باهر معجز. فنرى التوقيت للصلوات الخمس وللزكاة والإمساك في الصيام والإفطار؛ كل ذلك بارز من الواجب اتباعه وإلا فسدت العبادة. فكما أن الصلاة لا يجوز أداؤها قبل وقتها، فكذلك لا يجوز تأخير الإمساك عن الطعام والشراب في الصيام إلى ما بعد الفجر. وغير ذلك من توقيت لزكاة الفطر أو توقيت سنوي لزكاة المال وغيره. هذه الدقة الزمانية للعبادات جميعها، والتي تتجلى في أعمال الحج بوضوح؛ تحاكي وتتناغم مع حركة الكون. تلك التي قدّرها الله للأفلاك والكائنات والبشر. وهي دليل ساطع الوضوح لخالقها الواحد العظيم. عندما يشرّف الله المرء بأداء الحج، فإنه ينخرط في فعاليات ذلك الخضم الزماني التوقيت؛ فلا مجال لدى الحاج للاتجاه إلى متاهات تشذ عن النظام السماوي البديع. بل عليه الإخلاص للخالق الواحد الأحد، وانتهاز فرصته للتوبة عما سبق وكان، والوعد بالإخلاص لمعبوده الغفور الرحيم بالاستقامة في قادم الأيام. m.mashat@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (60) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain