< كشف فريق مشروع السيول بجدة عن انتهاء العمل في المرحلتين الأولى والثانية من المشروع (الحلول العاجلة، والدائمة)، وتم تسليمه للجهات المعنية، فيما تبقى تسليم المرحلة الثالثة ممثلة في مشاريع شرق جدة «حماية التمدد العمراني» لتصريف مياه الأمطار والسيول التي بلغت نسبة الإنجاز فيها 99.13 في المئة إلى أن يتم تسديد الملاحظات. وجاء ذلك خلال اطلاع مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل في مكتبه بجدة أول من أمس، على المراحل النهائية لمشاريع درء أخطار السيول والأمطار بمحافظة جدة، التي نفذها فريق العمل الذي استعان به في عام 1432هـ كإدارة مستقلة لتنفيذ مشاريع درء أخطار الأمطار والسيول بجدة، تحت مظلة إمارة مكة المكرمة. وقدم فريق العمل عرضاً عن مراحل تنفيذ المشروع ومراحل إنجاز الحلول العاجلة التي أنجزت ومشروع الحلول الدائمة، وتطرق إلى أهداف المشروع لحماية تمدد النطاقين السكاني والعمراني شرق المحافظة من الخمرة جنوباً إلى وادي كراع شمالاً من أخطار مياه الأمطار والسيول، وفرص العمل التي وفرها المشروع للشبان السعوديين. واطلع الأمير خالد الفيصل على عمل توثيقي أعدته إدارة المشروع تضمن 27 كتاباً تمثل 16 موضوعاً من أبرزها مخرجات العمل في المشروع، تضمنت الأسس التصميمية والمخطط العام والأراضي الموقوفة والإرشاد الهندسي، إضافة إلى آليات فحص الأعمال والتقارير النهائية للمشاريع. وأوضح المدير العام للمشروع المهندس أحمد السليم، أنه تم الانتهاء من مشاريع الحلول العاجلة في محرم 1433هـ، إذ نفذت هذه المشاريع في وقت قياسي لم يتجاوز 110 أيام، قام بها 4200 عامل باستخدام أفضل التقنيات العالمية وجلب أحدث المعدات والآليات من طريق البحر والجو عبر ثلاث طائرات منها أكبر طائرة شحن في العالم، مشيراً إلى أن نطاق الحلول العاجلة تمثل في الحد من خطورة مياه السيول التي كانت تهدد سلامة سكان محافظة جدة، إذ تم تنفيذ 14 مشروعاً عاجلاً تضمنت إنشاء سد أم الخير وتعزيز أعمال سد السامر والتعزيز الإنشائي للسدين الترابي والاحترازي لزيادة كمية الأمطار التي يمكن استيعابها ومعالجة 12 نقطة من أماكن تجمّع مياه الأمطار في الأنفاق والتقاطعات والأحياء وتركيب 25 مضخّة لرفع المياه في الأنفاق، إضافة الى مضخات متنقلة في الطوارئ وفحص وتنظيف 70 ألف متر من أنابيب شبكة التصريف الحالية. وأضاف: «الحلول العاجلة شملت تأسيس وتجهيز مركز لإدارة الأزمات والكوارث في مقر إمارة منطقة مكة المكرمة في جدة، وتجهيز 16 مركزاً للإسناد والطوارئ مدعومة من مديرية الدفاع المدني بالوحدات البشرية والمعدات تغطي جميع الأحياء». وأشار إلى أن المرحلة الثانية «الحلول الدائمة لحماية النطاق العمراني من مخاطر السيول» تم الانتهاء منها في جمادى الأولى 1434هـ، في وقت قياسي لم يتجاوز 10 أشهر، إذ شمل نطاق الحلول الدائمة لحماية مدينة جدة من مخاطر السيول الانتهاء من تشييد خمسة سدود جديدة مجموع أطوالها 2500 متر في كل من وادي غليل ووادي بريمان ووادي أم حبلين ووادي دغبج ووادي غيا، إضافة إلى بناء سبعة سدود رادفة للمشاريع الدائمة بلغ مجموع أطوالها 1800متر، والانتهاء من زيادة الطاقة الاستيعابية لقنوات مجاري السيول الرئيسة الثلاثة الحالية (الشرقية، الشمالية والجنوبية) لتتحمّل شدة مطرية بمعدّل تكرار 100 عام، والانتهاء من الأعمال الإنشائية لقنوات المطار بطول 34 كيلومتراً لتصريف مياه الأمطار بمحاذاة مطار الملك عبدالعزيز. وبيّن أنه تم الانتهاء من الأعمال الإنشائية للمرحلة النهائية لدرء أخطار السيول عن التمدد العمراني لمدينة جدة حتى عام ١٤٥٠هـ وجار العمل على تسليمها للجهات المعنية، وتشتمل على أربع حزم قنوات مجاري سيول مفتوحة ومبطنة بالخرسانة لدرء أخطار السيول في وادي الخمرة بطول إجمالي 37 كيلو متراً، وإنشاء قنوات مجاري سيول مفتوحة مبطنة بالخرسانة لدرء أخطار السيول لأودية غير محمية شرق جدة هي مجرى وادي حفنة، مجرى وادي بريمان، مجرى وادي أم حبلين الجنوبي بطول إجمالي 7.6 كيلو متر، وإنشاء قنوات تصريف بطول 5300 متر شمال مطار الملك عبدالعزيز، وإنشاء قنوات مجاري سيول مفتوحة ومبطنة بالخرسانة لدرء أخطار السيول في وادي كراع ووادي مريخ الشمالي بطول إجمالي 44 كيلومتراً. .. وفحص 37 ألف وثيقة ومستند لإنجاز العمل < أكد المدير العام لمشروع السيول بجدة المهندس أحمد السليم أن من أسباب نجاح تنفيذ المشروع بحسب الجدول الزمني المتفق عليه، تركيزه منذ البداية على عملية جمع المعلومات، إذ كان التنفيذ مناطاً بآلاف من العاملين بينهم مئات من المهندسين المتخصصين تشاركوا في جمع وتحليل وثائق ومستندات وصل عددها إلى أكثر من 37 ألف وثيقة، لتكوين قاعدة بيانات كبيرة ومنظمة خاصة بالمشروع، ومن ثم استعمال الدراسات الجيوفيزيائية والجيوتقنية المتقدمة الخاصة بالسدود الجديدة والتصاميم التفصيلية للقنوات الجديدة وتوسعة القنوات الحالية، إضافة الى استعمال الدراسات الهيدرولوكية والهيدرولوجية لتحديد مصاب الأودية باستخدام خرائط عالية الدقة لحساب الميول. وأوضح أن ضخامة المشاريع من حيث المساحة الجغرافية، تطلب التخطيط باكراً والتنسيق بين الجهات ذات العلاقة، إذ نظم فريق إدارة مشروع مياه الأمطار وتصريف السيول بمحافظة جدة منذ تسلمه مهام إدارة المشروع 13 ورشة عمل شارك فيها 1510 ممثلاً من جميع الجهات الحكومية والخدمية، إضافة الى عقد اجتماعات نصف شهرية مع جميع الجهات الحكومية والخدمية ذات العلاقة والتي وصل عددها إلى 67 اجتماعاً، والاجتماعات التنسيقية المنفردة مع بعض الجهات ذات العلاقة التي تعقد بصفة شبه يومية لمناقشة وحل المواضيع التي تطرأ بين مشروع مياه الأمطار وتصريف السيول بمحافظة جدة وتلك الجهات لتلافي التعارضات وتجاوزها والتأكد من استمرار الخدمات للمواطنين والمقيمين من دون أن يتأثر سير العمل بالمشروع، إذ تمت معالجة أكثر من ١٥٠٠ نقطة تقاطع مع شبكات الخدمات الأخرى المختلفة. وقال: «إن إنجاز مشروع مياه الأمطار وتصريف السيول بمحافظة جدة تطلب أن يكون على شكل حزمة حلول دائمة ونافعة للأجيال المقبلة مسبوقة بإتمام تنفيذ حلول دائمة لمدينة جدة، بعد أن تم الإنجاز الكامل وبوقت قياسي لحزمة الحلول العاجلة، وكل هذه الحلول كانت لهدف وطني كبير يهدف إلى تحرير محافظة جدة من عقدة السيول». وأكد أن عقود مشاريع مياه الأمطار وتصريف السيول بمحافظة جدة خضعت إلى برمجة دقيقة تضمن الحرص على إرساء المشاريع على الشركات القادرة ضمن أعلى الأساليب المهنية العالمية، إذ قامت إدارة العقود باتباع المنهجية في تقويم واختيار المقاولين بناء على برنامج متعدد المراحل تضمن التقويم الفني أولاً ومن ثم المالي ثانياً. يذكر أن مدينة جدة تتوافر بها بنية تحتية لشبكات تصريف مياه الأمطار بطول أكثر من 480 كيلو متراً، تقوم أمانة محافظة جدة بعمليات صيانة وتنظيف هذه الشبكات لتظل في حال كفاءة وتشغيل عالية مما يحد من تجمعات مياه الأمطار في الشوارع.