تعالج الحملة التوعوية للمركبات الخفيفة التي اطلقها المركز السعودي لكفاءة الطاقة في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، امس، الانخفاض في مستوى الوعي لدى العديد من مستخدمي المركبات الخفيفة بالطرق المثلى التي تؤدي الى ترشيد استهلاك الطاقة في قطاع النقل البري، مما أسهم مع -عوامل اخرى- في بلوغ معدل استهلاك قطاع النقل البري لوحده نحو %23 من الاستهلاك الإجمالي للطاقة في المملكة. وتهدف الحملة الى تعريف المستهلكين ببطاقة اقتصاد الوقود للمركبات ودلالاتها، وتوعيتهم بسلوكيات القيادة المثلى التي تساهم في خفض استهلاك الوقود، ومساعدة المشترين على الاختيار المناسب للمركبة. وتأتي الحملة ضمن الحملات التوعوية التي ينظمها المركز السعودي لكفاءة الطاقة، بهدف الحد من الزيادة المتنامية لاستهلاك للطاقة في المملكة بمعدلات مرتفعة فاقت المعدلات العالمية المتعارف عليها، خصوصا في قطاعات المباني، والنقل البري، والصناعة، التي تعتبر اهم قنوات الهدر الرئيسة، لاستهلاكها مجتمعةً أكثر من %90 من استهلاك الطاقة في المملكة. واطلاق حملة المركبات يأتي في الوقت الذي تشير فيه الاحصاءات الرسمية الى ان المركبات الخفيفة تمثل %82 من إجمالي حجم أسطول المركبات في المملكة البالغ 12 مليون مركبة، حيث يبلغ معدل الاستهلاك اليومي لهذا الأسطول من البنزين والديزل نحو 811 ألف برميل، فيما تشير التوقعات الى استمرار نمو أسطول المركبات للأعوام القادمة بنسبة %7 سنويا، ليصل بحلول عام 2030م إلى أكثر من 26 مليون مركبة، وارتفاع معدل استهلاكها اليومي من البنزين والديزل إلى نحو 1.8 مليون برميل، وذلك في حال عدم اتخاذ إجراءات عملية لرفع كفاءة استهلاك الطاقة والحد من هدرها للطاقة، وتم الانتهاء من العديد من المتطلبات والاجراءات التي تدعم اطلاق الحملة التوعوية لترشيد ورفع كفاءة استهلاك الطاقة في قطاع النقل البري، من بينها: اقرار المعيار السعودي لكفاءة استهلاك الوقود للمركبات الخفيفة من الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، لتطبيق مرحلته الأولى على جميع المركبات الخفيفة المستوردة، بدءاً من يناير 2016م. وتوقيع مذكرات التفاهم مع 78 شركة من شركات صناعة السيارات العالمية، للالتزام بالمعيار السعودي لاقتصاد الوقود في المركبات الخفيفة. وبدء وزارة التجارة والصناعة مطلع العام الميلادي بحملة ميدانية تستهدف صالات عرض السيارات في المدن الرئيسية للوقوف على مدى التزام الوكالات بوضع بطاقة كفاءة الطاقة على المركبات الخفيفة والتأكد من مدى صحة المعلومات الواردة فيها. وتم انتهاج العديد من الاساليب والرسائل التوعوية والتثقيفية وورش العمل والنصائح والفوائد التي تهم المستهلكين والتي اثبتت الدراسات العلمية أن اهمالها يؤدي الى هدر الطاقة ويلحق الضرر بالمركبات، وذلك لتحقق الحملة اهدافها في ظل النمو المتزايد في أسطول مركبات النقل الخفيف في المملكة، والذي يقابله هدر في استهلاك الوقود، بسبب الاعداد الكبيرة من المركبات بالمقارنة مع العديد من البلدان المتقدمة والنامية، والابتعاد عن سلوك القيادة المثلى. وعند اكتمال تطبيق كافة البرامج في قطاع النقل البري، يمكن تحقيق وفر يصل إلى 300 ألف برميل يومياً من البنزين والديزل بحلول عام 2030م، دون الأخذ في الاعتبار المساهمة المتوقعة لنشاط النقل العام بين مدن المملكة وداخلها في هذا الوفر.