×
محافظة المنطقة الشرقية

رفع مصروف لاعبي المنتخبات إلى 375 ريالا.. يوميا

صورة الخبر

ليس هناك شك أن كل إنسان في الوجود صادف حزمة تناقضات في حياته،أو بالتحديد ثنائية متناقضة كالتي حدثت مع جان جاك روسو، في الوقت الذي يدعو فيه إلى دراسة البشر في أقاصي الأرض، ثم يكرّس في الواقع معظم انتباهه إلى أقرب إنسان إليه، وهو نفسه. ولم نجد مبرراً لهذا التناقض في الواقع سوى أنه وجهين لعملة واحدة إذا صح القول، ثم استرسل المؤلف والمترجم عيدان يشرح لنا حالة روسو مؤكداً هذه الفكرة التي جاء بها فيقول:" قريبون مني كصورة في مرآة، أستطيع لمسهم، لا فهمهم " وكأن جداراً لا مرئياً يفصل بين الأنثروبولوجي الغريب والبدائي الأكثر غرابة، وبين علاقة الطبيعة والثقافة، وقس على ذلك في الحياة الراهنة كم من ثنائية متناقضة تكاد تتكرر يومياً. فيما نقلت الفاينانشال تايمز البريطانية قبل فترة زمنية ليست بالبعيدة عن: متناقضات فادحة بأحداث العالم وخاصة السياسية منها وعلى سبيل المثال، سياسة أوباما الخارجية ووصفت سياسته بالثنائية المتناقضة وهي إما المشاركة في الحرب أو الوقوف على هامش الأحداث. وكذلك هو الحال حول ما نقلته الصحف الأجنبية عن متناقضة أخرى:أن الجمهوريين يخططون لإحباط توقيع اتفاق إيران النووي وفي ذات اللحظة تأتي الإعلانات أن إيران والولايات المتحدة تقتربان من التوصل إلى حل. وكمن يكتب رأياً سياسياً ويجعلها مقارنة بين معجزة وكارثة فالمعجزة هي الأمر الخارق ومايعجز الإنسان عن فعله، أما الكارثة هي المصيبة الكبرى وعلى نطاق أوسع هاهو وضع الحوثي في اليمن، وكل ما نعلمه إنما هي متناقضة حول جماعة منظمة تريد السيطرة والحكم بمباركة بعض القياديين هناك ونتساءل هل تبحث تلك الجماعة عن حياة أخرى تدخل من خلالها إلى التاريخ السياسي والتبعية الإيرانية أم هو سباق إلى السلطة فقط؟ هذا على الصعيد السياسي أما ما يدور في العالم الذي بلغ درجات عليا من العنف وتنوعت ألوان القتل والإبادة لا زال ينادي بحقوق الإنسان ويعتني بالحيوانات أكثر من بني آدم، وأضف إلى ذلك وضع المدنية التي أشار بإصبعه إليها روسو بكامل هيئتها ونهضتها والمظالم التي تسيطر على جزء كبير منها فهي تنمي الفضائل في الإنسان. ألم أقل لكم إنها ثنائية متناقضة نعيش ضمن دائرتها، قد نقول نعم بشكل مستمر وفي الداخل رفض تام ولكن ظروف المجتمع تحتم علينا القبول، هي باختصار متناقضة ثنائية يعيشها الفرد باستسلام وأسبابها تكمن في خوفه الفطري. لقد تفاقمت الأحداث حولنا وتأثرت البيئة الاجتماعية بها وهو ما يعرف بتوتر ما بعد الصدمة، وخصوصاً بعد الأعمال الإرهابية التي تُمارس باسم الدين وتنشأ في بيئة متدينة فأصبح الغرس الأخضر اليانع هشيماً أصفر لا يسر الناظرين ويقع في النفوس تناقض عجيب، وصراع عميق على المستوى الفكري والثقافي والأسري. غير أن الطريقة التي يجب طرحها بعيداً عن الاستعارات الروائية والنصوص الأدبية، هي استخدام الصورة التي تستحوذ على انتباه المتلقي كما استخدمتها تلك الشخصية الإعلامية الأشهر وذلك الخطيب المحبوب، هؤلاء خاطبوا عاطفة الفرد وصوّرا له الخطأ صواباً والتناقض تآلفاً ما جعله ينفصل عن الحجة وينخرط في سياق نصوصهم والالتفاف حولهم، فعلى هذا النحو لا نجد سوى تواصل عقلي وعاطفي وروحي جرى توظيفه بطرق مغايرة لا تتفق والمفهوم العام الذي يمثل االإعتدال في كل شيء ويتخطى التعارض الذي يعطل تطور الذات مع تطور العالم.