شكلت الشؤون الصحية في الطائف لجنة جديدة للتحقيق مع الأطباء المشرفين على حالة المعوق عبدالله المالكي نزيل مركز التأهيل الشامل للذكور في الطائف الذي توفي قبل نحو شهر، بعد أن رفضت الأسرة استلام جثمان ابنهم، حتى تنتهي لجان التحقيق من بحث أسباب ما اعتبروه قصورا وإهمالا حدث قبل وفاته بأيام من المركز والمستشفى. وأوضح شقيقا المتوفى الشابين فهد المالكي ومسفر المالكي أن أسرتهم تلقت اتصالا من مركز التأهيل الشامل للذكور بالطائف يفيد بأن شقيقهم المعاق عبدالله تم تحويله إلى مستشفى الملك فيصل يوم الأحد الـ20 من ربيع الأول 1436هـ، حيث كان يرقد حينها في العناية المركزة للقلب. وذكروا أنهم توجهوا لزيارته وتفقد حالته الصحية، إلا أنهم فجعوا بأن رقبته ووجهه وعينيه عليها آثار اعتداء، وجرى إبلاغ قسم شرطة الفيصلية بالحادثة، بعد أن تكتم الفريق الطبي عن الإدلاء بأي معلومة عن سبب تدهور صحته. وأفادا بحسب عكاظ أنهما بعد ذلك توصلا إلى معلومات صحية عن سبب دخوله بعد وقوف الضابط على الحالة الصحية لشقيقهما، مشيرين إلى أن المعاق عبدالله أصيب بسبب هبوط في دقات القلب وضغط الدم وسوء التغذية، وهبوط في نسبة السوائل وارتفاع في الأملاح. وبين فهد المالكي ومشفر المالكي أنه بعد ذلك تحسنت حالة شقيقهما تدريجيا في اليوم التالي، وعند زيارته في الصباح ليوم الثلاثاء لم يكن موجودا على سريره، وبالبحث عنه وسؤال الأطباء، اصطدما بخبر وفاته وإيداعه الثلاجة، وكانت توقيت الوفاة عند الثالثة والنصف بعد منتصف الليل، مستغربين عدم مبادرة المستشفى إبلاغهم عن الوفاة. وبينا أن شقيقهما أعطي مادة منومة في ظل الأعراض التي كان يعانيها في عناية القلب من بينها مادة لارجكتيل، التي قد تكون سببا في تدهور صحته، مشيرين إلى أن إدارة المستشفى رفضت إعطاءهما تقريرا كاملا عن حالة أخيهما الصحية قبل وفاته، وسبب واضح للوفاة. وقررا أن يتوجها إلى الشؤون الصحية بالطائف مطالبين بالتحقيق مع الأطباء في ما اعتبراه الإهمال الذي تعرض له شقيقهما، موضحين أنهم فوجئوا بنتائج تحقيقات اللجنة الأولية التي شكلتها الجهات المختصة، إذ تبين أن عبدالله دخل المستشفى ثلاث مرات قبل وفاته بأيام، نتيجة مشاجرة وقعت بينه وبين معاق كان معه في داخل مركز التأهيل، مؤكدين أن الأسرة ترفض استلام الجثة حتى تتضح نتائج اللجنة. إلى ذلك، ناشدت أم عبدالله الجهات المختصة بتسريع النظر في قضية ابنها المعاق المتوفى، والموجودة جثته في الثلاجة منذ أكثر من شهر، ومحاسبة المتسبب في إهمال ابنها حتى لقي ربه، لافتة إلى أنه سبق أن تلقت تهديدا من مركز التأهيل بإخراج ابنها وتسليمه لها، عندما اكتشفت وجود اعتداءات على ابنها، إحداها كسر في أسنانه الأمامية، وشج في رأسه، وكسر في إحدى يديه نتيجة إهمال متابعة المعاقين. من جهته، أوضح المتحدث الإعلامي للشؤون الصحية بالطائف سراج الحميدان أن صحة الطائف تسلمت شكوى رسمية من الأسرة، مؤكدا أنه سيتم تشكيل لجنة للتحقيق مع الأطباء في مستشفى الملك فيصل من قبل إدارة المتابعة، حول أسباب وفاة المعاق عبدالله، وبحث التقارير الطبية للمريض منذ دخوله للمستشفى، لافتا إلى أنه سيتم إحالة ملف القضية إلى الهيئة الشرعية الطبية لاستكمال الإجراءات. وبدوره، أكد المتحدث الإعلامي للشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة أحمد الغامدي أن التحقيق لا يزال جاريا من قبل اللجنة المشكلة في شكوى الأسرة ضد المركز، لافتا إلى أن اللجنة لابد أن تعود إلى تسجيلات كاميرات المراقبة للمركز حول مطلب الأسرة. وأوضح ممثل الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالطائف عادل الثبيتي، أن الجمعية تلقت شكوى من أسرة المتوفى، وتم إحالتها إلى القسم القانوني بمكتب حقوق الإنسان بالعاصمة المقدسة، لدراستها ومتابعتها مع الجهات المعنية، مشيرا إلى أن الجمعية تواصل متابعة نتائج التحقيقات مع الجهات ذات العلاقة.