×
محافظة المنطقة الشرقية

شرطة مكة : أكثر من «46» الف مخالف داخل إيواء الشميسي بينهم مطلوبين للانتربول

صورة الخبر

يحاول نقاد ورواد وعشاق الحداثة الشعرية إيهام أنفسهم بأن شعراء الحداثة هم الذي أحيوا الشعر العربي وأنقذوه من براثن الشعر القديم وهم يمجدون بمناسبة وبدون مناسبة من يعتقدون أنه برز في كتابة الشعر الحداثي، ولكن الواقع يقول بغير ذلك، لأن معظم قصائد الشعر الحداثي لكبار وصغار شعرائهم المزعومين ولدت ميتة وبقيت ميتة يتداولونها على نطاق ضيق فيما بينهم، ولكنها لا تصلح للاستشهاد بها عند الحاجة إلى الاستشهاد بالشعر في موقف من المواقف الحية أو المؤثرة أو المعبرة لأنه لا يمكن الاستشهاد بالكلمات الميتة من شعر أو نثر في مثل تلك المواقف ولذلك فإن الناس سرعان ما تلجأ إلى الاستشهاد بالشعر الحي الذي يحمل الحكمة والرؤية والموقف والعبرة مما سبق لشعراء عظام مثل زهير بن أبي سلمى والمتنبي وأبي فراس الحمداني وأحمد شوقي على سبيل المثال لا الحصر. وعندما حصلت الحوادث الأخيرة في تونس لم يجد كتاب ونقاد الحداثة من أكوام الغناء الحداثي الذي يحتفون به بيت شعر واحد يعبر بطريقة جيدة عما حصل في ذلك البلد العزيز، ولكنهم وجدوا أمامهم بيتا حيا كتبه ذات يوم أبو القاسم الشابي فراحوا يرددونه حتى أصبح من حيث التكرار المصاحب للمناسبات أشبه ببيت المتنبي الذي يردد في العيد إلى حد الملل وحتى الشاعر البارز صاحب القضية محمود درويش فإن له شعرا حرا حيا يصلح للاستشهاد به في المناسبات الوطنية مثل قصيدة «سجل أنا عربي»، وله شعر حداثي ميت قد يتداوله بعض الحداثيين فيما بينهم ولكنه غير نابض وقد حفظت شخصيا بعض شعر درويش الذي كتبه قبل أربعين عاما قبل مرحلة شعر الحداثة مثل قوله الذي أتذكره: لغتي صوت خرير الماء في نهر الزاوبع وانتصار القمح في ساحة حرب ربما أخطأت في التعبير أحيانا ولكن.. كنت لا أخجل .. رائع عندما استبدلت بالقاموس قلبي! وحفظت من الشعر الحر لفدوى طوقان قولها: على أطلال يافا يا أحبائي وفي فوضى حطام الدور بين الردم والشوك وقفت وقلت للعينين: قفا نبك! وسيظل الشعر الحي حيا والشعر الميت ميتا أو مضغة تلوكها بعض الأفواه ولكنها لا تستطيع أن تبث فيه الحياة!!.