توقع خبراء اقتصاديون أن تقترب أسعار النفط من 80 دولارا للبرميل مع نهاية العام الجاري، في انتعاشة تعكس صحة التوقعات والتوجهات والسياسة النفطية السعودية، التي راهنت كثيرا على أن السوق النفطية بآلياتها هي التي ستعيد الاعتبار لأسعار النفط، وليس تقليص الإنتاج كما كانت تطالب بذلك بعض الدول المنتجة للنفط في اجتماع أوبك الأخير الذي عقد في نوفمبر العام الماضي. وقالوا لـ«عكاظ» إن الارتفاع الأخير في أسعار النفط مرتبط بانتعاش الاقتصاد العالمي، لافتين إلى أن الاقتصاد الأمريكي يشهد انتعاشة ملحوظة خلال الفترة الأخيرة، ما يحفزه باعتباره الاقتصاد الأقوى في العالم، مشيرين إلى أن اقتصاديات الشرق الأقصى مرشحة للانتعاش في الفترة المقبلة. وأرجع الخبير النفطي سداد الحسيني أسباب التحسن الطارئ في أسعار النفط بالسوق العالمية إلى عوامل أساسية مرتبطة بالمخزون النفطي في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أظهرت البيانات الصادرة مؤخرا تراجعا في حجم المخزون الاستراتيجي الأمريكي، بخلاف التوقعات السابقة التي كانت تتحدث عن ارتفاعه، وكذلك نتيجة توقف 350 منصة إنتاج في الولايات المتحدة خلال الأشهر الستة الماضية فقط، ليصل عددها حاليا إلى 1310 منصات مقابل 1550 منصة في أغسطس الماضي. وتوقع أن تشهد أسعار النفط انتعاشة إيجابية في غضون الأشهر العشرة المقبلة، مشيرا إلى أن الآمال لا تزال كبيرة للوصول إلى 80 دولارا للبرميل مع نهاية ديسمبر المقبل، لافتا إلى أن أسعار النفط مرشحة للوصول خلال الصيف القادم إلى 75 دولارا للبرميل، فيما تتراوح حاليا بين 58 ــ 60 دولارا للبرميل الواحد، مشددا على أن ارتفاع أسعار النفط واختراق حاجز 80 دولارا للبرميل مرهون بتحسن الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة بالدرجة الأولى، وكذلك انتعاش اقتصاديات دول الشرق الأقصى، فالأسعار الحالية للنفط حاليا تشكل حافزا على اقتصاديات تلك الدول، لافتا إلى أن اقتصاديات الشرق الأقصى لم تسجل نموا قويا خلال الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن الوضع الاقتصادي لمنطقة اليورو لا يزال صعبا للغاية، ما يعني أن التعويل على اقتصاديات القارة الأوروبية لا يزال مستبعدا خلال الفترة القادمة. من جهته، قال الدكتور عبدالله الحسن (المستشار في صندوق النقد الدولي سابقا) إن أسعار النفط بحاجة إلى عملية إنعاش حتى يتواصل تحسنها، مستدلا على ذلك بالعقود الآجلة لما بعد خمس سنوات، والتي يتم بيعها حاليا بسعر 72 دولارا للبرميل. وقال إن المملكة فضلت أن تحافظ على حصتها النفطية في السوق بغض النظر عن السعر الذي سيصل إليه النفط، معتبرا أن الأيام والأحداث أثبتت أن قرار المملكة كان حكيما ولصالحها وصالح السوق النفطية على المدى البعيد، ولا سيما أن سوق النفط الصخري بدأ بالانكماش فعليا، متوقعا أن ينكمش أكثر مع الوقت، واصفا الوضع الراهن بـ«لعبة عض أصابع بين تيارين» في سوق النفط العالمي. وأضاف الدكتور الحسن أن السعر المناسب لبرميل النفط يقدر بـ80 دولارا للبرميل (حسب صندوق النقد الدولي)، وهو أكثر من السعر الحالي للنفط.