على قدر أهل العزم تأتي العزائم، وبقدر الجهد المبذول تأتي الغنائم، وفوز الأهلي بكأس ولي العهد ليس مجرد بطولة أضيفت لخزائن هذا النادي الراقي، بقدر ما هي رسالة كاملة المعاني والمقاصد أراد مرسلوها أن يؤكدوا من خلالها على أهمية العمل المؤسسي الذي لا يستعجل النتائج الوقتية أو ينخدع بها، والذي يراهن باستمرار على قيمة الصبر في تركيبة أي نجاح طويل الأمد والمدى. ولعل ما يجعل الأهلي «فارقا» في هذه الخاصية أنه يستند إلى مرجعية متوافق عليها، تملك القدرة على قراءة المستقبل بكل تقلباته المحتملة وانعطافاته الحادة، وأيضا بكل احتياجاته وضروراته، وعلى التعامل مع الحاضر بلا انفعال أو استعجال مضر أو مخل، بجانب مقدرة عالية على احتواء كل التعرجات في مسيرة النادي، وفي المحصلة الرياضية بالمملكة ككل باعتبارها منظومة متصلة لا تنفصل عن بعضها، وفوق ذلك شخصية ذات كاريزما محببة تتمتع بالقبول والرضا من كل الأطياف الرياضية، وليس الأهلاوية لوحدهم هو الأمير خالد بن عبدالله بحكمته وحنكته وخبرته وصبره وزهده في الأضواء وترفعه عن الصغائر وعشقه الصافي للأهلي وعشق الأهلاويبن الجارف له، فالأهلي محظوظ بأن يقف على قمته رجل بهذه القيمة والقامة، ومحظوظ أن يكون قادته الميدانيين تلاميذ نجباء، نهلوا من مدرسة هذا الرجل، وأضافوا للأهلي هذا الحضور الإداري الفاعل والمتناغم والمتصالح مع القيم الرياضية التي تزيد هذا النادي النموذجي ألقا وحضورا، حتى وهو غائب عن البطولات، فما بالك وهو سيد الساحة وعريسها الآن.