قصة من المعاناة تجسدها حالة المريضة صالحة الجهني التي فقدت اثنين من أعضائها في فترة لا تتجاوز الشهرين، في مستشفيين بالمدينة المنورة. فبعد أن أخضعت الجهني إلى ولادة قيصـريـة في مستشـفى النساء والولادة في طيـبة اضطر الأطباء إلى استئصال رحمها نظـرا لكونها الولادة الجـراحية الرابعة، لتدخل بعد ذلك في غيبوبة أودعت على إثرها مستشفى الملك فهد، ولأنـها تعاني مسبقا من مرض الربو تسبب وضعها مع مرضى آخرين يعانون أمراضا مزمنة في إصابتها بعـدوى فيروسية أدت إلى توقف رئتها اليسرى، وخلص المسار العلاجي إلى استئصالها. ويتهم ذوو المريضة المستشفى الذي أخضعها لاستئصال الرئة بمسؤولية ما جرى لمريضتهم، إذ تقدموا بثلاث شكاوى، الأولى لمديرية الشؤون الصحية بالمدينة المنورة، والثانية لإمارة المنطقة، والثالثة لإدارة مستشفى الملك فهد. حمل ذوو المواطنة صالحة الجهني مستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة مسؤولية إصابتها بعدوى تسببت في استئصال رئتها اليسرى، بعد شهرين من استئصال الرحم عقب عملية ولادة قيصرية خضعت لها في مستشفى النساء والولادة بالمدينة المنورة، ودخولها غيبوبة منذ ذلك الوقت. وقال شقيق المريضة سعود الجهني لـ "الوطن"، "خضعت شقيقتي لعملية ولادة قيصرية في مستشفى النساء والولادة مطلع شهر ذي القعدة الماضي، بعدها استأصل الأطباء رحمها، نظرا لأنها كانت الولادة الرابعة القيصرية لها كما قيل لنا، ولكنها دخلت في غيبوبة، واستلزم وضعها الصحي نقلها إلى مستشفى الملك فهد في المدينة المنورة نظرا للإمكانات التي تتميز بها كما قال الأطباء، وبعد 15 يوما نقلت إلى هناك، وتم وضعها في قسم الباطنة مع مرضى آخرين يعانون من أمراض مزمنة، وبسبب ذلك أصيبت بعدوى فيروسية، ونظرا لأنها كانت تعاني مسبقا من الربو، تدهورت حالتها". وأضاف أن "العدوى أصابت شقيقتي في الصدر، فأدت إلى توقف كامل للرئة اليسرى، مما استدعى إجراء عملية جراحية لاستئصالها، كما أدى وجودها في الغرفة ذاتها إلى إصابتها بعدوى جديدة"، مؤكدا أن الأشعة أثبتت أن الرئة كانت سليمة قبل دخول المريضة المستشفى. وأوضح الجهني أن شقيقته تعرضت لإهمال بإيداعها غرفة تنويم غير صالحة في مستشفى الملك فهد، ما تسبب في استئصال رئتها اليسرى، وهي العملية التي تمت دون استشارة استشاري صدر متخصص، حيث كشف عليها استشاريان الأول للعناية المركزة والثاني العناية المركزة للمخ والأعصاب"، مشيرا إلى أنه طالب منذ أربعة أشهر بعرضها على استشاري أمراض معدية دون جدوى. وأشار إلى أن "المستشفى نقل شقيقتي لأكثر من غرفة وقسم، واستقرت في النهاية بغرفة مع ثلاثة رجال دون مراعاة حق المريضة في الخصوصية، حيث كان يدخل غرفتها ممرضون وفنيون، حتى أنهم رفضوا استخدام الستارة الفاصلة بين المرضى بدعوى أنها تعيق متابع الأجهزة الخاصة بالمريض". وبين الجهني أن "المريضة كانت في البداية بغرفة خاصة، ولكنها أخرجت منها بحجة تعقيمها، إلا أنه تبين أن طبيبا بالمستشفى تعرض لتسمم، وخصصت الغرفة من أجله". واتهم المسؤولين بالمستشفى، ومدير العناية المركزة بالتسبب فيما وصلت حالة شقيقته من تدهور بسبب إيداعها في هذه الغرفة كما أظهرت التحاليل أخيرا. وذكر أن شقيقته لا زالت في غيبوبة، وأنه بعد مرور خمسة أشهر على تنويمها، اضطر إلى نقلها إلى مستشفى خاص لتلقى العلاج، مشيرا إلى أنه تقدم بشكوى لصحة المدينة، وأخرى لإمارة المنطقة، وثالثة لإدارة المستشفى. من جهته، قال مدير الشؤون الصحية بمنطقة المدينة المنورة الدكتور عبد الله الطائفي لـ"الوطن" إن "نظام العناية المركزة لا يخصص غرفا خاصة للرجال وأخرى للنساء، وجميع المرضى بها يكونون في غيبوبة وفاقدين للوعي، ويمنع الدخول عليهم أو زيارتهم". وأضاف "نؤكد على التزامنا بحقوق المريض، ومن بينها خصوصيته، ولكن هناك حالات محددة تستوجب فصله في غرفة خاصة، ومتى ما استلزمت حالة المريض عزله عن البقية سيتم ذلك دون تردد". وأوضح الدكتور الطائفي أن "المريضة ظلت بغرفة العزل لشهرين، وعندما تحسنت حالتها، تم نقلها إلى غرفة أخرى، وكما يعلم الجميع أن غرف العناية المركزة لا يسمح فيها بمرافقين، وتمنع الزيارة عنها".