لعل من المناسب وكمدخل للمقال أن أبدا بجملة كتبتها بمقالي المعنون بـ( الكبير أوي) وفيه قلت "هناك مباريات إذا فات الفوت ما ينفع فيها الصوت، ومن ضمنها المباراة القادمة مع الأهلي ضمن كأس ولي العهد".. ولعل أحداث مباراة النصر مع الأهلي تجسد واقع المنطق الذي ذكرته آنفا، فالنصر و(بإجماع) الفنيين والمحللين والجماهير بمختلف ميولها هو من كان الأعلى كعبا من الناحية الفنية والمسيطر والأقرب للفوز وذلك من خلال كمية الفرص الانفرادية المحققة التي أضاعها.. فالنصر سيطر، وتحكم بسرعة المباراة، وفرض شخصيته، واسلوبه، ووصل لمرمى المعيوف من كل الجهات وبطرق مختلفة، ومع ذلك (فاز) الأهلي الذي لعب بتركيز عال وعدم اندفاع، وبدفاع منطقة وتحفظ لأنه احترم امكانات الفريق المقابل، في ثنايا الحديث لم أغفل الإشادة بالمعيوف الموفق بالتواجد في المكان المناسب لكل كرة تسدد عليه.. فقد تحققت للأهلي ثلاث فرص سجل منها هدفين، النسبة الأكبر فيها للخطأ كانت للحارس العنزي وعمر هوساوي!!. ومن وجهة نظري إن النصر دخل بجرعة (زائدة) من التهيئة النفسية بسببها (فهم) بعض اللاعبين أن التوجيهات بالهدوء والثقة وعدم الانفعال تعني (أنها) بطولة غير مهمة ولا داعي لبذل المجهود فيها!! هذا ما وصلني كشعور من خلال متابعتي للمباراة وذلك من خلال (طريقة) إضاعة الفرص، فقد وصل لاعبو النصر لمرمى الأهلي متى ما أرادوا وبكل سهولة ولكن ما أن يواجهوا المرمى نشعر بعدم الجدية!! وكأن الهدف قادم، قادم لامحالة!! فاللاعبون نسوا أن الأهلي فريق كبير وإن لم تسجل وتستغل كل الفرص سيزداد شراسة ومقاومة، ولديه لاعبون أصحاب خبرات تراكمية، وطموحه عال ومتعطش لتقديم بطولة لجماهيره العاشقة التي أبارك لها الفوز. ختاما: فوز أحد الفريقين لم يكن مفاجأة.. ففي مباراة الأمس قاوم الأهلي وبذل مجهودا بدنيا عاليا من أجل صد الهجوم النصراوي استحق من خلاله الفوز، أما النصر فما يشفع له هو مستوى لاعبيه (المطمئن) وصدارته التي خففت من أثر الخسارة على جماهيره، التي ترى وعطفا على مستواه الفني أنه الأحق، ولكنها كرة القدم التي لا تعترف بالمنطق وتخدم من يبذل ويخدمها.