بتصرف أذكر بعضا مما جاء في لسان العرب في باب «حَجَبَ»: الحجاب الستر، وحجب الشيء يحجبه حجبا وحجابا، وحجبه ستره، وقد احتجب وتحجب إذا أكتن من وراء حجاب، وامرأة محجوبة قد سترت بستر، وحجاب الجوف هو ما يحجب بين الفؤاد وسائر البطن، وهو ما نعرفه اليوم بالحجاب الحاجز. والحاجب هو «البواب» وجمعه حجبة وحجاب، وحجبه أي منعه عن الدخول، والحجاب اسم ما احتجب به، والجمع حجب لا غير، وكل ما حال بين شيئين حجاب، أي أن كل شيء منع شيئا فقد حجبه كما يحدث الحجب في الميراث. يقول تعالى: «وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون» معناه ومن بيننا وبينك حاجز في النحلة والدين، وفي الحديث قالت بنو قصي: فينا الحجابة يعنون حجابة الكعبة، وهي سدانتها وتولي حفظها، وهم الذين بأيديهم مفاتيحها. والحاجبان هما العظمان اللذان فوق العينين بلحمهما وشعرهما، والجمع حواجب، وقيل: الحاجب هو الشعر النابت على العظم، وقد سمي بذلك؛ لأنه يحجب عن العين شعاع الشمس، وهو مذكر بحسب قول اللحياني الذي حكى: «إنه لمزجج الحواجب» كأنهم جعلوا كل جزء منه حاجبا، وأضاف: وكذلك يقال في كل ذي حاجب، وقال أبو زيد في الجبين «الحاجبان» وهما منبت شعر الحاجبين من العظم والمحجوب الضرير وحاجب الشمس ناحية منها، قال الشاعر: تراءتْ لنا كالشمسِ تحتَ غَمامةٍ بدا حَاجبٌ مِنها وَضنتْ بِحاجبِ قال الأزهري: حاجب الشمس قرنها، وهو ناحية من قرصها حين تبدأ في الطلوع، يقال: بدا حاجب الشمس والقمر. تغنى شعراء العربية عبر الزمن فصحاؤهم وعوامهم بحاجب العين الذي كان وما يزال التفنن في رسمه وتشكيله حرفة لبيوت التجميل وشركاته المتخصصة، فلدى النساء اهتمام كثير به، ولم تغفله كتب الفقه لعلاقته بحديث النامصة والمتنمصة. وحاجب الأمير معروف وجمعه حجاب، وحجب الحاجب يحجب حجبا، والحجابة ولاية الحاجب، واستحجبه ولاه الحجبة. والحجب كما مرَّ هو المنع ودلالته معروفة، ويقوم به قديما الحاجب أما اليوم فقد أصبح يعرف الحاجب بمدير المكتب أو السكرتير، ويتحمل عبئا كبيرا في مراعاة مزاج من يقوم بإدارة مكتبه، ويضطر أحيانا لأن يقوم بأمور تخالف قناعاته أو تتنافى مع ما اعتاد عليه من الوضوح، وقد يقع في الكذب بسبب بعض المواقف؛ ليرضي رئيسه أو ليصد عنه صاحب حاجة فيمنعه من رؤيته بحجة عدم وجوده أو يحجبه بذريعة انشغاله باجتماع مهم. في حفل إعلان أسماء الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية لعام 1436 هـ 2015 م قال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل: «هنيئا لنا جميعًا بمجتمع يضع العلم في أولوياته وفي جميع أعماله، ولا ننسى أبدًا أن القرآن الكريم حثَّ على العلم، وتكريم العلماء فجعلهم في المنزلة الأولى، ولهذا نرى أن المملكة تضع العلم والتعليم والتعلم في بداية كل خطة وكل استراتيجية للتنمية في المملكة، ولا أدل على ذلك من الميزانية التي تضع العلم والتعلم في أولوياتها». لجائزة الملك فيصل العالمية – ذائعة الصيت فروع خمسـة، هي: ( خدمةِ الإسلام، والدراساتِ الإسلامية، واللغةِ العربية والأدب، والطِب، والعلوم)، وكان الموضوع المحدد لجائزة اللغة العربية والأدب بعنوان: (الجهود المبذولة في تعريب الأعمال العلمية والطبية) وقد حجبت جائزة فرع اللغة العربية والأدب؛ لعدم وفاء الأعمال العلمية المرشحة بمتطلبات الجائزة. قرأت بألم مؤخرا عدة تغريدات للدكتور عبد الله الوشمي الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية منها: رسالة الباحث الهندي د. محمد خان «تصحيح لسان العرب» ما زال غير العرب يبذلون جهودا في خدمة العربية. تكملة المعاجم العربية للعالم الهولندي رينهارت دوزي كتاب مميز غفل عنه بعض الباحثين توجد منه نسخة في «النت». شكوى طريفة من الشاعر محمود غنيم – رحمه الله -: إلى من أشتكي يا ربُّ ضيمي أرى نفسي غريبا بين قومي فكم هتفوا بمحمود شكوكو وما شعروا بمحمود غنيمِ إن لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية الذي تأسس بموجب الأمر السامي الكريم رقم 7231، وتاريخ 1429/9/23 هـ أعمال واضحة في سنواته الست جديرة بالإشادة والتقدير. وقفة: المؤلم أن الجائزة المحجوبة هي جائزة لساننا العربي وما يزيد الألم هو تقصيرنا وفي خضم السبات العام الذي تعيشه مجامع اللغة العربية في وطننا العربي بات الأمر ملحا لإنشاء مجمع سعودي للغة العربية أو تحويل المركز إلى مجمع.