×
محافظة مكة المكرمة

«صحة الطائف» و«الفساد».. تقاذف يكشف إيقاف مشروع منذ 2006

صورة الخبر

ليس المهم أن تظهر (يوميا) على القنوات الإعلامية, فالزمن لا يخلد (المتكررين) وإنما يخلد (أصحاب المواقف), فمن أراد أن يمكث أطول فترة ممكنة في قلوب الناس عليه أن (يقف موقفا) مشرفا يبقيه حيا عبر الزمن. الخروج اليومي عبر الصحف والقنوات الفضائية وتويتر والفيس بوك لا يضيف لك شيئا طالما لم تقل شيئا ذا بال, والـ(تميلح) والـ(الترزز) لا يعنيان شيئا للزمن، بقدر ما يعنيه، منجز عظيم يشهد به الكل، أو موقفا منحازا للحق يلبي مطالب الناس. أنت لا تستطيع أن تقنع إلا بما هو (مقنع) أصلا، وخلاف ذلك تكون كذابا, كما أنك لا تستطيع أن تسوق منتجا إلا أن يكون ذا جودة عالية, وإلا فأنت مدلس, ولا تستطيع أن تصف نفسك بأنك مبدع، إلا إذا كنت تملك منتجا إبداعيا وإلا فأنت تحلم, ولا تستطيع أن تنال إعجاب الكل (بشوية) ماكياج تضعه على بشرتك. إذا أخفيت عيوبك عن مشاهدي القناة فإنها تظهر عبر الزمن، لأن الزمن يخلد صورتك الحقيقية ولا يخلد صورتك المزورة, فالتضليل والمراوغة يكشفها الزمن بكل سهولة ولا يرحمك عندما يكشفها. لنعد إلى التاريخ قليلا, وانظر من بقي في أذهان الناس من رجالاته, بقي من يملك موقفا صادقا، أو منتجا إبداعيا، أو منجزا خارقا, وكلما كنت منحازا للإنسان, صارت حظوظك في التاريخ أكبر, وكلما كنت منحازا لأيديولوجيا ضيقة كنت أقرب للنسيان, وإذا بقيت فإنك تبقى لدى عصبتك فقط كقطعة مقدسة. المواقف الجادة، والإبداع، والحق، والصدق، إذا انحزت لها خلدك التاريخ, حتى لو لم تظهر عبر القنوات الإعلامية إلا مرة واحدة, فلا تتعب نفسك إعلاميا وأنت لا تملك شيئا، عليك أن تستغل الوقت الذي تقضيه بين دهاليز (الفلاشات) و(الإضاءات) في بناء قدراتك، وتقييم رضى الناس عنك, والبحث عن مواقف صادقة تقدمك للآخرين في أبهى حلة. nlp1975@gmail.com