×
محافظة مكة المكرمة

رقم قياسي.. سحب 64 مليون سيارة في الولايات المتحدة عام 2014

صورة الخبر

في زمن غياب الضمير حيث تمارس فئات من البشر القتل والتدمير وتتفنن به تحت شعارات كاذبة، لا نعدم من يفكر بالبشرية وسعادتها بابتداع طرق تسهل حياة الإنسان، وتحل مشاكله، وتشفي أمراضه. قرأت منذ أيام عن المؤسسة الخيرية التي أنشأها بيل غيتس - مؤسس شركة مايكروسوفت- وزوجته، وعن الإنجازات التي تحققها كل فترة حسب الخطة والأهداف الموضوعة، وما يثير الإعجاب في الخطة التي وضعت للخمس عشرة سنة القادمة هو الطموح الكبير خلفها، فهي تهدف إلى تحسين حياة الناس في البلدان الفقيرة كأفريقيا، وإلى جعل تلك القارة التي أنهكتها الحروب والمجاعات قادرة على إطعام نفسها. فالرسالة السنوية التي أطلقتها المؤسسة هذا العام تتحدث عن المال، والوقت والمصداقية التي وضعها المؤسس وزوجته وراء رهان التغيير والتحسين، والذي سيتمثل في إتاحة الفرصة لهؤلاء الفقراء للحصول على علاج وغذاء وتعليم أفضل، واستفادة من الخدمات المصرفية المتنقلة. فكرة أن تطعم أفريقيا نفسها تأتي من أن الكثير من السكان يعملون في الزراعة، ومع ذلك فإنهم لا يجدون ما يكفيهم خصوصا مع الاستمرار في زراعة محاصيل لا توفر لهم ولأطفالهم التغذية المطلوبة، ولذلك تضطر دولهم إلى استيراد الطعام، والاعتماد على المساعدات الغذائية. إن رهان المؤسسة يعتمد على الاستفادة من الابتكارات الزراعية في الأسمدة، وفي تنويع المحاصيل الأكثر إنتاجية، والأكثر قدرة على توفير التغذية ومحاربة الأمراض، ومفاتيح ذلك يكون بالاستخدام السليم للأسمدة، وبتناوب المحاصيل، واختيار التوقيت المناسب، بجانب استخدام تقنيات الزراعة. ستتمثل المساعدة بتسهيل حصول المزارعين على الهواتف المحمولة والتي سترسل من خلالها الرسائل النصية المحتوية على المعلومات التي تفيد المزارعين عن أحوال الطقس، وكيفية تدوير المحاصيل وأسعارها في السوق كنوع من الإرشاد الزراعي المبسط. وترى المؤسسة أن الزراعة المتنوعة والمغذية وحصول الناس على احتياجهم في الوقت المناسب سيمكن أفريقيا من تحقيق الأمن الغذائي في م، وحتى لو اضطرت بحدود إلى الاستيراد، فإنها ستصدر أكثر، وستكون أقدر على مواجهة المجاعات التي قد تحدث ولكن بصورة أقل. ولأن كثيراً من السكان لا يستطيع الوصول إلى البنوك، وممتلكات بعضهم تأخذ شكل أصول كالماشية أو المجوهرات ولا يستطيعون الاستفادة منها بفاعلية، أو لأن كلفة الخدمات التي تقدمها البنوك لا يقدرون على تحملها، فإنه بالإمكان وبواسطة الهواتف المحمولة، ووسائل تنظيمية يفهمها المختصون في هذا المجال أن يحصل هؤلاء الناس على خدمات مالية، وذلك بتخزين المبالغ التي يمتلكونها رقمياً على هواتفهم، وشراء احتياجاتهم أو الاستدانة عن طريقها كأنها بطاقات سحب آلي، وبهذه الطريقة يمكن للشركات المصرفية تقديم خدمات للفقراء بتكلفة لا تذكر، وبوقت أسرع عن طريق هذه الابتكارات المالية الرقمية. هكذا تكون التقنيات وسيلة للإنتاج وإسعاد البشر وحل مشكلاتهم، بينما تصبح عند المنحرفين والمرضى النفسيين وسيلة لبث الرعب، وإظهار المواهب الإجرامية!