قُتل 30 شخصاً أمس في غارات شنتها طائرات نظام الرئيس بشار الأسد في حلب في شمال البلاد ودرعا في جنوبها، في وقت استمرت المواجهات في جنوب دمشق بعد سيطرة قوات النظام مدعومة بعناصر من «حزب الله» على قرية على طريق رئيس. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بأنه «قُتل 16 مواطناً هم سيدة وأحد عشر رجلاً وأربعة أطفال، نتيجة قصف الطيران الحربي والمروحي على مناطق في مدينة السفيرة» جنوب شرق مدينة حلب، مشيراً إلى وقوع عشرات الجرحى. كما قُتل، وفق «المرصد»، ستة أشخاص هم «فتى وسيدة وأربعة رجال، نتيجة قصف الطيران الحربي مناطق في مدينة منبج» في ريف حلب الشمالي. وقال معارضون: قوات النظام «صبت جام قصفها على السفيرة ومحيطها في ريف حلب بسبب سرعة فقدانه السيطرة على بلدة خناصر ذات الموقع الحيوي، حيث قُصف فرن السفيرة والمناطق الجنوبية بالطيران الحربي، فيما استهدف باقي أرجاء المدينة بمدفعية معامل الدفاع من موقعي جبل الواحة وطريق أبو جرين». وذكر «المرصد» أن مقاتلي الكتائب المقاتلة استهدفوا بصواريخ محلية الصنع موقع القوات النظامية في جبل الواحة و «أنباء عن قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية». وكانت القوات النظامية سيطرت على بلدة خناصر الأسبوع الماضي، لكن مقاتلي المعارضة شنوا هجوماً مضاداً على المنطقة التي تفتح خط الإمداد بين حلب وحماة في وسط البلاد. وفي دمشق، قال نشطاء في المعارضة السورية إن قوات موالية للنظام مدعومة بقوة نيران من الجيش النظامي اجتاحت ضاحية جنوبية في دمشق في ضربة لمقاتلي المعارضة الذين يحاولون التشبث بضواح استراتيجية على مشارف العاصمة. وأضاف النشطاء أن 20 على الأقل من مقاتلي المعارضة قتلوا حين سيطر مقاتلو «حزب الله» ورجال ميليشيا عراقيون على بلدة الشيخ عمر تحت ستار من قصف المدفعية والدبابات والطيران من القوات السورية وسقط عشرات من المقاتلين الشيعة ما بين قتيل وجريح. وتقع بلدة الشيخ عمر بين طريقين سريعين يؤديان إلى الجنوب من دمشق، ولهما أهمية حاسمة في إمداد قوات الأسد في محافظتي درعا والسويداء على الحدود مع الأردن. واستمرت الاشتباكات العنيفة منذ يومين في محيط بلدات الحسينية والذيابية والبويضة إلى الجنوب من دمشق بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية المدعمة بقوات جيش الدفاع الوطني وقوات «حزب الله» اللبناني، وفق «المرصد» الذي قال أول من أمس إن قوات النظام تمكنت من «السيطرة على قرية الشيخ عمرو والبساتين الفاصلة بين بلدتي الذيابية والبويضة»، في حين تحدث ناشطون عن «هجوم هو الأشرس من نوعه تقوده ميلشيات لواء أبو الفضل العباس (مؤلف من عراقيين شيعة بغالبيته) وحزب الله وقوات النخبة من جيش النظام». وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) «أن وحدات من الجيش واصلت عملياتها على أطراف بلدتي الحسينية والذيابية ومحيطهما»، مشيرة إلى «تدمير كمية من الأسلحة والذخيرة المتنوعة والقضاء على عدد من الإرهابيين». إلى ذلك، قال «المرصد» إن مناطق في مدن معضمية الشام وزملكا ودوما وبلدة المليحة والمزارع الفاصلة بين مدينة حرستا وبلدة مسرابا تعرضت لقصف من قبل القوات النظامية «وسط اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة على المتحلق الجنوبي من جهة زملكا وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وبين دمشق والجولان، أفاد «المرصد» بأن اشتباكات دارت في «محيط حاجز أوفانيا في القنيطرة في الجولان، حيث توافرت معلومات عن سيطرة مقاتلي الكتائب المقاتلة على حاجز أوفانيا وتجمع عين البيضة وجورة الشيخ». وفي جنوب البلاد، قُتل ثمانية أشخاص في غارة نفذها الطيران الحربي السوري على مدينة نوى في محافظة درعا، وفق «المرصد». وقالت «الهيئة العامة للثورة» في بريد إلكتروني إن بين القتلى طفلين، وإن هناك الكثير من الجرحى «معظمهم بحال خطرة». إلى ذلك، أعلن عن مقتل نجل صالح مسلم زعيم «الاتحاد الديموقراطي الكردي» في مواجهات مع مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في الريف الغربي لمدينة تل أبيض في الرقة في شمال غربي البلاد.