مينسك - كييف: «الشرق الأوسط» توجه قادة أوكرانيا وروسيا وألمانيا وفرنسا إلى العاصمة البيلاروسية مينسك، حيث كان مقررًا أن يعقدوا الليلة الماضية قمة «الفرصة الأخيرة» لإحلال السلام في أوكرانيا. وجاء اجتماع الرؤساء الأوكراني بيترو بوروشينكو، والروسي فلاديمر بوتين، والفرنسي فرنسوا هولاند، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بعد أسبوع من المشاورات الدبلوماسية المكثفة ونتيجة مبادرة السلام الألمانية - الفرنسية التي عرضت الأسبوع الماضي في كييف ثم في موسكو. ويعد لقاء مينسك أول قمة تشمل قادة الدول الأربع الذين سبق أن اجتمعوا في النورماندي بفرنسا في يونيو (حزيران) الماضي ثم في ميلانو في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على هامش لقاءات دولية. وجاءت قمة مينسك فيما اشتدت المعارك في الشرق الأوكراني، إذ قتل 47 شخصا على الأقل بينهم جنود ومدنيون ومتمردون في المعارك والقصف خلال الساعات الـ48 الأخيرة. وأعلن الرئيس الأوكراني قبل اجتماع الليلة الماضية، أنه سيعد «لفرض القانون العرفي» على كل الأراضي الأوكرانية في حال فشل قمة مينسك حول السلام وحصول تصعيد للنزاع في شرق البلاد. وكان بوروشينكو اعتبر أن قمة مينسك تقدم «إحدى الفرص الأخيرة لإعلان وقف إطلاق نار غير مشروط وسحب الأسلحة الثقيلة». من جانبها، قالت منسقة السياسة الخارجية بالتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في مقابلة صحافية، إن قمة مينسك تشكل «مفترقا نحو الأفضل أو نحو الأسوأ»، وتحدثت عن «احتمالات مثيرة للقلق» إذا جاء اللقاء سلبيًا. ومن المقرر أن يشارك بوروشينكو اليوم (الخميس) في القمة الأوروبية في بروكسل لعرض الوضع في بلاده غداة اجتماع مينسك. وأكد قصر الإليزيه، أمس، أن هولاند وميركل توجها إلى مينسك «من أجل بذل كل الجهود حتى النهاية» لإيجاد حل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية. وقال المتحدث باسم المستشارة الألمانية ميركل في برلين، إن قمة مينسك تشكل فقط «بارقة أمل» ونتيجتها «غير مؤكدة». وفي موسكو، أكد الكرملين في وقت سابق أمس مشاركة الرئيس بوتين في قمة مينسك، فيما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن «تقدما ملحوظا» سجل في المفاوضات التي سبقت القمة. وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره اليوناني نيكوس كوتزياس قبل ساعات من قمة مينسك، إن «الخبراء يعملون، وهناك تقدم ملحوظ». بدورهم، بحث الانفصاليون الموالون لروسيا على مدى ساعتين في مينسك الوضع مع موفدين من كييف وممثلين عن روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. ثم عرض المتمردون اقتراحاتهم لتسوية النزاع على مجموعة الاتصال التي اجتمعت أيضا مساء أول من أمس في مينسك. وبحسب موفد جمهورية دونيتسك المعلنة من جانب واحد دينيس بوشيلين فإنه «من المبكر جدا الحديث عن وقف إطلاق نار»، رافضا الكشف عن مضمون اقتراحاته. وقبل اجتماع الليلة الماضية، أجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما محادثات هاتفية مع نظيره الروسي وكذلك مع بوروشينكو. وفي بيان أعلن البيت الأبيض مساء أول من أمس أنه «إذا واصلت روسيا أعمالها العدوانية في أوكرانيا، وخصوصا عبر إرسال جنود وأسلحة وتمويل المتمردين، فإن الثمن الذي ستدفعه روسيا سيزيد». وفي لندن، ناقش الرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في البرلمان البريطاني الوضع في أوكرانيا، وقال إنه «يجب علينا ألا نكافئ الاعتداء والوحشية بالمهادنة». وأضاف: «نحن على حق في فرض عقوبات ضد الرئيس الروسي بوتين. ويجب علينا أن نقف مع الولايات المتحدة ضده». ورفضت بريطانيا إرسال أسلحة فتاكة في الوقت الراهن على الأقل إلى أوكرانيا لمساعدتها على قتال الانفصاليين المدعومين من روسيا. وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أمام البرلمان إن قضية إرسال أسلحة إلى القوات الأوكرانية «قرار وطني تتخذه كل دولة على حدة في حلف شمال الأطلسي، والمملكة المتحدة لا تعتزم فعل ذلك، لكنها تحتفظ بحق إبقاء موقفها قيد المراجعة». وأضاف: «بيننا تفاهم مشترك مفاده أنه في غياب حل عسكري للصراع، لا يمكننا السماح بانهيار القوات المسلحة الأوكرانية». ميدانيا، قتل ما مجموعه 47 مدنيا وجنديا وانفصاليا على الأقل في قصف مدفعي ومعارك. كما أعلن الجيش الأوكراني مقتل 19 من جنوده على الأقل في الساعات الـ48 الماضية بينهم خمسة خلال الهجوم الصاروخي مساء أول من أمس على كراماتورسك، حيث مقر قيادة الجيش في الشرق الانفصالي. وهذا الهجوم أوقع ما مجموعه 16 قتيلا من عسكريين ومدنيين في هذه المدينة الصناعية التي تعد 200 ألف نسمة واستعادها الجيش الأوكراني من أيدي المتمردين في يوليو (تموز) الماضي وكانت بمنأى عن المعارك منذ ذلك الحين. وأعلنت الخارجية الأوكرانية في بيان، أن روسيا «مسؤولة عن هذا الهجوم في وقت يظهر فيه أمل ضئيل بتسوية الأزمة وإعادة السلام إلى منطقة دونباس»