أبدت هيئة الهلال الأحمر السعودي استياءها بعد قيام حراس مدينة الملك فهد الطبية بالرياض بسحب سيارة إسعاف الهلال الأحمر وحجزها أثناء نقلها حالة إسعافية إلى قسم الطوارئ. وأكدت الهيئة في بيان أن هذه الحادثة تعد مخالفة واضحة للقوانين والأنظمة الرسمية، كون سيارة الإسعاف مركبة رسمية تم حجزها أثناء عملها الرسمي، وكان من المفترض عند وجود أية مخالفة أو إشكالية أن تتخذ إدارة الأمن والسلامة في مدينة الملك فهد الطبية الإجراءات عبر القنوات الرسمية بتدوين رقم سيارة الإسعاف والتاريخ والوقت ونوع المشكلة وإرسالها إلى الهيئة ليتم التعامل معها وفق الأنظمة واللوائح وبما يحقق المصلحة العامة. ولفتت الهيئة إلى أن حجز سيارة الإسعاف وتعطيل الفرقة الفنية الإسعافية عن عملها يمنعها من استكمال مهامها الإسعافية، ما يعرض حياة المصابين للخطر، خصوصا أن الواقعة تمت خلال وقت الذروة التي تشهد ارتفاعا في طلب الخدمات الإسعافية، مضيفة أن الفرقة الإسعافية تقدمت ببلاغ بحادثة احتجاز المركبة الإسعافية للجهات الأمنية، وأنها لن تتنازل عن حقها في ملاحقة كل من يعوق العمل الإسعافي، مطالبة جميع الجهات والأفراد بتسهيل الفرق الإسعافية في أداء واجبها الإنساني من خلال إفساح الطريق وعدم التجمهر. وأكدت الهيئة أنه عند وجود أية ملاحظة أو تجاوز أو شكوى ضد فرقها الإسعافية، مخاطبتها وهي كفيلة بتصحيح أية مخالفة واتخاذ التدابير الرسمية بخصوصها. من جهتها ردت مدينة الملك فهد الطبية في بيان لها على هيئة الهلال الأحمر حول استنكارها لاحتجاز سيارة الإسعاف، موضحة أنه لم يتم سحب السيارة أو احتجازها، مشيرة إلى أن فرقة الإسعاف أحضرت مريضا لمراجعة العيادات الخارجية ولم تكن حالته تستدعي دخول الطوارئ، وارتكب السائق عددا من المخالفات المعطلة لحركة المرور، حيث وقف في المدخل الرئيسي للعيادات الخارجية وأغلق المسار على جميع السيارات وطريق المعوقين والمشاة واستمر في الموقف لفترة طويلة، وجميع هذه المخالفات موثقة بالفيديو من غرفة المراقبة والتحكم، وأبلغ مشرف المرور بالمدينة الطبية السائق بالوقوف في الموقف المخصص ولكنه لم يستجب ــ بداعي أن المريض سينهي زيارته الطبية للعيادة قريبا ــ، ثم ذهب السائق لتناول القهوة دون مبالاة بما سببه وقوفه الخاطئ، ما اضطر المشرف لقيادة السيارة بنفسه وركنها في الموقف المخصص لها، مشيرا إلى أن هناك مكانا مخصصا لمثل هذه الحالات ومدخلا خاصا ليتمكن فيه الإسعاف من أداء عمله بالكفاءة المطلوبة دونما الإضرار بالمرضى والمراجعين. وبين أن إدارة الأمن بالمدينة الطبية اتخذت الإجراءات النظامية أمام هذه المخالفات، ولتسهيل العمل طلب من السائق أخذ الإسعاف من موقعه والمغادرة فرفض بحجة إصراره على إعادة الإسعاف إلى مكان المخالفة، وبلغ السائق الشرطة وحضرت واصطحبت المشرف مع شخص من فريق الإسعاف، وتم أخذ أقوال الطرفين وأوصى ضابط القسم بإعادتهما للمدينة الطبية وأخذ الإسعاف والمغادرة. وزاد: «تواصلت إدارة الأمن بالمدينة مع مدير عام الهلال الأحمر السعودي بالرياض لإطلاعه على الحادثة وسيتم الرفع بخطاب رسمي له بكافة التفاصيل والصور ليتم بناء عليه مراعاة المصلحة العامة للمنشآت الطبية والتنبيه على سائقي الإسعاف بالتقيد بالأنظمة المرورية»، مؤكدا أن​المدينة في سعيها لتحقيق أعلى معايير الجودة في خدمة المرضى لن تدخر جهدا في التنسيق مع هيئة الهلال الأحمر السعودي للمساهمة في رفع مستوى الخدمات المقدمة.