في لحظة استرخاء من لحظاتك التي لا تكون منهمكاً فيها مع الكم الهائل من تفاصيل حياتك، حاول أن تسأل نفسك السؤال التالي: (هل أنا مسيطر على حياتي)؟، فهذا السؤال القصير له تبعاته الطويلة، وستحدد ما إذا كانت حياتك تسير وفق ما ترغب أو أن الظروف المحيطة هي ما شكلتها تحت الأيقونة المعروفة هذا هو المتاح. معظم من التقيتهم وحاولت سؤالهم كانوا يجيبون بالنفي، فهم يعيشون حياة غير تلك التي يتمنونها، ومعظم هؤلاء لم يحاولوا أن يقرروا قرارات جوهرية تغير الروتين الذي حكم حياتهم، وهؤلاء الناس لا يؤمنون بجدية أن هناك دائماً طريقة تفكير أفضل لحياتنا وعملنا. مشكلتنا الكبرى أننا لا نأخذ طموحنا على محمل الجد، وبحجة الحفاظ على مكتسبات حياتنا تجدنا نأخذ قرارات هي في حقيقتها هروب من الحياة، ونحن بأمس الحاجة لقرارات تجعلنا نخوض تجربة حقيقية تعطينا معنى للحياة. الاختيارات غير التقليدية دائماً ما تكون أسرع وأكثر فاعلية، ومع ذلك، تجدنا نجنح للاختيارات التقليدية التي تنهكنا بطولها وتعقيد كفاءتها، ولم ندرك أن كثيراً من القلق المنتظم في حياتنا هو نتيجة طبيعية لقرارات تخلينا عنها بسبب الخوف. لا تكن من الذين يقتلون اليوم بحجة إحياء الغد، وتذكر أن الحياة لا تبدأ عند الستين، وكثير من الحكماء كانوا يقولون: (الندم على ما لم نفعل أكثر من الندم على ما فعلناه)، وحان الوقت الآن لأن تسيطر على حياتك وتمتلكها، فالعمل الممتع الذي يستنهض التحدي هو خير رفيق لدربك، وأقدم على تلك الأشياء التي تحب فعلها ولم تضعها على قائمة أولوياتك، فالحياة أقصر مما نتخيل، وبإمكانك إدراك ذلك الآن؛ لأن الكثيرين أدركوا قصر الحياة بعد أن تقدم بهم العمر دون أن يقوموا بما كانوا يريدون القيام به.