يرعى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، اليوم حفل افتتاح مؤتمر جدة العلمي الأول لوزارة الداخلية والذي تنظمه الإدارة العامة للخدمات الطبية بالوزارة، خلال الفترة من 22 - 23 ربيع الآخر الحالي. ويحظى المؤتمر الذي يعقد بفندق هيلتون جدة، تحت عنوان «طرق مكافحة ومعالجة داء السكري في المملكة العربية السعودية» بحضور ومشاركة علمية بارزة من داخل وخارج المملكة لمناقشة المستجدات الوقائية والعلاجية فيما يخص داء السكري. وعبر المشرف العام على الإدارة العامة للخدمات الطبية بوزارة الداخلية الدكتور أحمد بن محمد العيسي، عن عظيم شكره وامتنانه لهذه الرعاية الكريمة من سمو ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والذي كان ولا يزال داعماً وموجهاً لكل ما من شأنه الوصول إلى خدمة طبية متقدمة على كل الأصعدة، مؤكداً أن المؤتمر يتطرق إلى أحد أهم المواضيع التي تهم قطاع الصحة في بلادنا بصفة عامة، ألا وهو داء السكري. إلى ذلك رأى أطباء مختصون أن داء السكري أصبح من الأمراض التي شهدت تزايدا كبيرا في أعداد المصابين بالمملكة، مبينين أن عوامل كثيرة ساعدت على توسع دائرة المرض أهمها تغير النمط السلوكي وزيادة البدانة وعدم ممارسة الرياضة والتمدن. وشددوا في تصريحات لـ «عكاظ» بمناسبة انطلاق مؤتمر جدة العلمي اليوم، على ضرورة استمرار برامج التوعية للحد من انتشار المرض أكثر بين أفراد المجتمع. نوع مكتسب بداية أوضح استشاري ورئيس قسم أمراض الغدد والسكري في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الحرس الوطني بجدة الدكتور عبدالعزيز التويم أن الإحصائيات أوضحت أن 25 % من السكان مصابون بالمرض منهم 80 % من النوع الثاني المكتسب و20 % من النوع الأول الوراثي، مبينا أن جميع المسوحات الطبية في المملكة أثبتت أن الأسباب الرئيسة وراء انتشار النوع الثاني (المكتسب) هي استهلاك الوجبات السريعة والدسمة المحتوية على نسب عالية من الدهون والمشروبات الغازية التي تحوي نسبة كبيرة من السكر، وعدم ممارسة الرياضة مما يترتب عليه حدوث السمنة ومضاعفاتها، وتغير أسلوب الحياة المعاصرة إلى التمدن. وأكد د. التويم أن دور الفرد كبير في الوقاية من داء السكري، لافتا إلى أن القطاعات الصحية أخذت على عاتقها إعداد برامج وقائية من الأمراض المزمنة وخصوصا السكري بهدف تغيير النمط السلوكي وتوعية الناس لتغيير أساليب معيشتهم من خلال التغذية السليمة، الرياضة، الإقلاع عن التدخين، الكشف الدوري لأمراض ضغط الدم والداء السكري وزيادة الكولسترول، ولكن أية محاولات لإصحاح الوضع للسيطرة على السكري لن تتحقق دون مشاركة حقيقية من المجتمع. مضخة الأنسولين وحول العلاج بتقنية مضخات الأنسولين يقول استشاري الغدد الصماء والسكري الأستاذ المشارك في كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور عبدالمعين الأغا: تعتبر تقنية مضخة الأنسولين من أفضل الطرق الحالية لمرضى السكري في جميع الأعمار، حيث تقوم بضخ الأنسولين بشكل متواصل وبمعدلات مبرمجة فردياً خلال 24 ساعة بما يغطي احتياج الجسم الأساسي من الأنسولين للحفاظ على مستوى ثابت وطبيعي للسكر خارج أوقات الوجبات. وبين أن هذه التكنولوجيا نجحت في تخفيف معاناة الأطفال من وخز الإبر وكذلك تنظيم مستويات مستوى السكر وإعطاء المزيد من الحرية في أوقات تناول الوجبات. مرض مزمن ويؤكد استشاري الأمراض الباطنية والغدد الصماء ومدير مستشفى الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور ناصر الجهني، أن داء السكري مرض مزمن لا شفاء له، وقد تنتج عنه مضاعفات كثيرة تؤدي إلى الإضرار بأعضاء وأجهزة مهمة بالجسم؛ مثل العينين والكلى والجهاز العصبي والقلب والأوعية الدموية، وأثبتت الدراسات العلمية أن التحكم الجيد بمستوى السكر بالدم ضمن الحدود الطبيعية عن طريق تثقيف المصاب والنظام الغذائي وممارسة الرياضة بشكل منتظم والاهتمام بأخذ الأدوية في وقتها بالجرعة الصحيحة؛ يمنع أو يقلل نسبة حدوث مضاعفات هذا المرض.وأكد أن هناك جملة من النصائح أهمها ضبط نسبة السكر في الدم ضمن الحدود الطبيعية والمتابعة مع الطبيب المعالج بانتظام، الاهتمام بالجانب النفسي والابتعاد عن عوامل القلق والتوتر، الرياضة وتناول غذاء صحي متوازن وتنقيص الوزن إذا كان زائدا، فالسمنة قد تقلل من إفراز هرمون الذكورة بالجسم، مع التأكيد أن داء السكري قد يؤثر على الأعصاب الموجودة في أنحاء متفرقة من الجسم، وخاصة أعصاب القدمين، حيث يسبب تلفا أو اعتلالا وقصورا في الدورة الدموية للقدمين، حيث يشكو المريض من حرقان وآلام في الأرجل وتنميل أو عدم الشعور بالإحساس في القدمين أو اليدين، مما يؤدي إلى حدوث جروح وتقرحات في الرجلين، وتعتبر إصابة القدمين من أهم وأكثر المضاعفات المزمنة، وإهمالها وعدم الاعتناء بها قد يؤدي إلى بتر القدمين.