كيف نعرّف المسافة بين تصريح شركة الغاز، بأن لا وجود لأية أزمة في جدة، وبين توجيه خالد الفيصل للشركة بأن تنهي الأزمة بأسرع وقت ممكن؟! التعريف بسيط؛ المسافة محزنة ومربكة ومحبطة. محزنة لأننا، بعد هذه المسيرة الإعلامية، وبعد كل هذا الحضور الجرئ على مواقع التواصل الاجتماعي، لا تزال لدينا شركات ومؤسسات تعمل بطريقة مربكة، لأن الناس يقرؤون بالأمس شيئاً ثم يقرؤون اليوم شيئاً مناقضاً، دون أن يعرفوا أيهما الصحيح؛ ما قرؤوه سابقاً أو لاحقاً. محبطة، لأن الآمال كانت معقودة، بأن تكون شركة الغاز، وغيرها من شركات الخدمات العامة، كالكهرباء والماء، ملتزمة بتوجيهات الدولة بممارسة الشفافية في تواصلها مع الجمهور عبر وسائل الإعلام، وليس أن تنتهج هكذا أسلوباً في إصدار البيانات والمعلومات، دون أي احترام لوعي المواطن ومتطلباته. يجب أن تتحرك هيئة ما، باتجاه هذه الشركات الوطنية، وأن تبحث عن الخلل في ثقافتها الإدارية، وفي الأسباب التي تجعلها لا تزال تظن أنها تعيش في الستينيات. ولن تكون عملية البحث صعبة، فتهميش الكفاءات الشابة، أهم سبب وراء هذا الملمح الأكثر سلبية في واقع تلك الشركات، على الرغم من كل أشكال الدعم الحكومي والإعلامي لها. إنَّ المرحلة التي نعيشها اليوم، هي مرحلة الكفاءات الشابة؛ هذا العنوان يجب أن يتصدر هذه الشركات، وإلاَّ ستتواصل الأزمات.