×
محافظة المنطقة الشرقية

الوحدة يواصل إعداده للإتفاق وصالح كامل يدعم بنصف مليون ريال

صورة الخبر

* عرفت الزميل الكريم الأستاذ شريف قنديل منذ حوالى عقدين من الزمن أو أكثر حيث كان يعمل في صحيفة المسلمون وكنت عندئذ أكتب فيها مقالة أسبوعية وأثمّن غيرته المحمودة على أحوال المسلمين في كل أصقاع الأرض، ولكنني فوجئت بمقالته التي نشرها على صفحات هذه الجريدة "السبت 18 ربيع الآخر، 1436هـ" والموسومة "حرق الأمة" وذلك على خلفية الفعل البربري والوحشي الذي قام به تنظيم "داعش" إزاء الطيار الأردني معاذ الكساسبة، حيث كنت أتطلع من كاتبنا القدير أن يورد الأدلة من الدين الاسلامي على تحريم وتجريم هذا الفعل غير الانساني ،ولكن بدلاً من ذلك توجه لنقد من سماهم دعاة التحديث .وهو ما قد يتسبب- بدون قصد - في صرف الأنظار عن الجريمة الأصلية. وإنني أسأل ألم نطلع على إدانة الهيئات الإسلامية والعربية لسلوكيات داعش وكان من آخرها ما أورده خطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ سعود الشريم والتي استشهد فيها بوصية سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه لجيوشه والتي يقول فيها بكلام صريح لا غموض ولا تأويل فيه: "لا تقتلوا شيخاً فانياً ولا طفلاً صغيراً، ولا امرأة ولا راهباً، ولا تقطعوا مثمراً ولا تخربوا عامراً ولا تذبحوا بعيراً، ولا بقرة"، كما أورد الشيخ الشريم -جزاه الله خيراً- نصوصاً من السنة النبوية منها ما أورده عن الإمام النسائي عن النهي عن إحراق المشركين بعد القدرة عليهم ،وكذلك ما أورد مثله الإمام المحقق البيهقي، معلقاً فضيلته بقول لا لبس فيه "اذا كان الأمر كذلك في حق الكافر والمشرك، فمن باب الأولى فيمن انتسب الى الإسلام، واصماً -جزاه الله خيراً- من يقودونهم لارتكاب مثل هذه الجرائم بالجهل والسوء، "انظر صحيفة مكة، السبت 18 ربيع الآخر 1436هـ". ** وفي الذهن أسئلة كثيرة أوجهها للقارئ الكريم: هل لدى أحد اعتراض على ما عبر عنه أهل الطيار الأردني من غضب وحرقة وهو من أدنى حقوقهم ووقفت الى جانبهم القيادة الأردنية والشعب الأردني كاملاً بل والأمة جميعاً ..ولتسمح لي يا عزيزي لأقول لك إنني أخشى عليك من جراء هذا الغموض الذي حفلت به مقالتك أن يظن أحد بك سوءاً وأنت أبعد ما تكون عن ذلك ،خاصة وأنك ختمت مقالتك بمهاجمة من يدعون لتجديد الخطاب الديني، وهو مطلب طرحه الأزهر الشريف أخيراً وبعض من المؤسسات العلمية والدينية في عالمنا العربي، وتجديد هذا الخطاب لا يعني مطلقاً المس بأصول وجوهر الشريعة الاسلامية التي يمكن احتكار الدفاع عنها من فئة معينة. وأختم مقالتي هذه بدعوة الأخ قنديل بمراجعة ما يكتب درءاً لسوء الظن ،وعرضه على ميزان الشرع الحنيف فنحن أمة الوسطية والاعتدال ونبينا نبي الرحمة المهداة إلى العالمين، كما قال الله عز وجل: (وما أرسلناك الا رحمة للعالمين) ويا أمان الخائفين.