×
محافظة المنطقة الشرقية

أجندة أعمال

صورة الخبر

على هامش التوقعات وليس بعيدا عن قائمة التسريبات، منحت جائزة نوبل للآداب أمس إلى الروائية الكندية التي تكتب بالإنكليزية آليس مونرو (82 عاما) بعد أن اعتزلت الكتابة تماما بعد شفائها من مرض السرطان قبل سنتين. ومونرو التي وصفت بأنها «سيدة فن الأقصوصة الأدبي المعاصر، وتشيكوف القرن العشرين، بل وأفضل من كتب القصة القصيرة في العصر الحديث». هي أول كندية تفوز بنوبل الآداب، والمرأة الثالثة عشرة التي تدون اسمها في سجل هذه الجائزة. فالكاتب سول بيلو ولد في كندا، لكنه يحمل الجنسية الأمريكية. وكانت سلمى لاغرلوف هي أول روائية سويدية حائزة على جائزة نوبل في الأدب سنة 1909، وأول كاتب سويدي وأول امرأة تفوز بجائزة نوبل. يشار إلى أن مونرو كندية، من مواليد العام 1931 في وينغهام بولاية أونتاريو، وقد بدأت بكتابة القصص في سن المراهقة، غير أنها نشرت كتابها الأول عام 1968، بعنوان «رقص الظلال السعيدة»، والذي لاقى استحسانا كبيرا في كندا. ومن قصصها أيضا، «من تظن نفسك» (1978)، و«أقمار المشتري» (1982)، و«الهروب» (2004)، وآخرها «الحياة العزيزة» (2012). ويتميز قلمها بالوضوح والواقعية النفسية». وأعلنت الأكاديمية في تغريدة على حسابها على موقع «تويتر» أنها لم تتمكن من الاتصال بمونرو لاطلاعها على فوزها بالجائزة، فتركت لها رسالة صوتية على هاتفها. وتقيم مونرو في الوقت الحالي قرب منزل طفولتها في كلينتون بجنوب غرب أونتاريو. و«مونرو» سبق لها أن نالت العديد من الجوائز الأدبية فبل أن تحصل على جائزة «البوكر»، ونشرت رواية طويلة قبل أن تنصرف لكتابة القصة القصيرة في العديد من المجلات المتخصصة، وترجم العديد من قصصها لأكثر من ثلاث عشرة لغة، ومعظم قصصها تدور أحداثها في محيط نساء الأرياف الكندية، حيث عاشت هناك معظم سنوات حياتها. ويقول دوغلاس جبسون، ناشر كتبها: «إنك حتى إذا لم يقدر لك أن تقرأ واحدة من قصصها فإنها تعرفك جيدا، وربما جعلتك واحدا من أبطال قصصها، وقد جعلتها قدرتها على اكتشاف دواخل الناس، والإمساك بتجاربهم الشخصية معروفة على نطاق واسع في معظم الأنحاء». وقد اشتهرت الأديبة الكندية أليس مونرو بكتابتها الأقاصيص الراسخة في الحياة الريفية في أونتاريو. مواضيعها وأسلوبها الذي يتميز بوجود رأي يوضح معنى الأحداث، حمل الأديبة الأمريكية من أصل روسي سينتيا أوزيك إلى القول إنها «تشيخوف الخاص بنا». ويقول ديفيد هوميل الكاتب والمترجم والناقد الأدبي الأمريكي المقيم في مونتريال «إنها تكتب عن النساء ومن أجل النساء، إلا أنها لا تحمل الرجال كل الشرور». وهي المرة الأولى منذ 112 عاما التي تكافئ فيها الأكاديمية السويدية كاتبا تقتصر أعماله على الأقصوصة. وهي المرة السابعة والعشرون التي تمنح فيها الجائزة إلى أديب يكتب باللغة الإنكليزية. وكان اسم مونرو يرد في السنوات الأخيرة بين الأدباء الذين يرجح فوزهم بالجائزة، إذ أن خبراء جائزة نوبل يعتبرون أن أنافه أسلوبها تجعل منها مرشحة جدية جدا. وكان يرجح هذه السنة فوز امرأة، إذ كانت الكاتبة الألمانية هيرتا موللر آخر امرأة تفوز بجائزة نوبل للآداب في العام 2009. وقالت الأكاديمية السويدية إن «مونرو تتميز بمهارة في صياغة الأقصوصة التي تطعمها بأسلوب واضح وواقعية نفسية». وأضافت الأكاديمية «غالبا ما نجد في نصوصها وصفا متداخلا لأحداث يومية، لكنها حاسمة تضيء على إطار القصة وتبرز القضايا الوجودية». وتابعت تقول «إن قصصها بمعظمها تدور في مدن صغيرة، حيث غالبا ما يؤدي نضال الناس من أجل حياة كريمة إلى مشاكل في العلاقات إلى نزاعات أخلاقية، وهي مسألة تعود جذورها إلى الفروقات بين الأخيال أو مشاريع حياة متناقضة». واعتبرت اللجنة في قرارها أن «أليس مونرو معروفة خصوصا بأنها كاتبة أقصوصة، إلا أنها تمنح عمقا وحكمة ودقة في كل قصة، على غرار ما يفعل غالبية الروائيين في كامل أعمالهم وقراءة عمل لأليس مونرو يعلمنا شيئا جديدا في كل مرة شيئا لم يخطر ببالنا من قبل». وخاضت مونرو غمار الكتابة منذ سن المراهقة ونشرت أولى أعمالها عندما كانت طالبة وهي تعمل حتى الآن دون توقف في كلينتون (أونتاريو) على بعد 175 كيلومترا غرب تورنتو بعيدا عن الضجة الإعلامية. ولدت الكاتبة في العاشر من يوليو (تموز) 1931 في وينغهام في غرب مقاطعة أنتاريو، وقد عرفت عن قرب المجتمع الريفي. فوالدها روبرت أريك ليدلو كان مربي دواجن وثعالب، أما والدتها فكانت مدرسة. ما إن بلغت سن الحادية عشرة حتى قررت أن تصبح كاتبة ولن تحيد عن هذا المسار بتاتا. وهي قالت قبل سنوات «ليس لدي أي موهبة أخرى، فأنا لست مثقفة ولا أتدبر أموري جيدا فيما يختص بشؤون المنزل. لذا لا شيء يعكر ما أقوم به». خلال دراستها الجامعية التقت جيمس مونرو وتزوجته العام 1951 وانتقلت معه إلى فانكوفر (غرب كندا) وانجبت منه أربع بنات. في العام 1963 انتقلا إلى فيكتوريا القريبة وفتحا مكتبة حملت اسم «مونروز بوك»، وقد أصبحت متجرا شهيرا في كندا والولايات المتحدة. وحازت جائزة الحاكم العام عن أول مجموعة قصصية لها، وهي بعنوان «رقصة الظلال السعيدة» الذي صدر العام 1968. وبعد طلاقها العام 1972 انتقلت إلى جامعة ويسترن أونتاريو بصفة «كاتبة - مقيمة». تزوجت مجددا العام 1976 من جيرالد فريملين، وهو عالم جغرافيا توفي في أبريل (نيسان) الماضي.