بقلم: معاوية الخالد لا أذيع سرا عندما أقول أنه في كل سبع سنوات تخسر إحدى الشركات الرائدة في سوق الهواتف موقعها الذي احتلته على مدى السنوات السابقة. فدعوني أذكركم بشركة نوكيا التي كانت رائدة على السوق في يوم من الأيام قبل أن تضمحل، علما أنها تحاول العودة من جديد من باب الحواسب اللوحية باللوحي NOKIA N1، هذا ما ذكرته في مقال سابق تحت عنوان “نوكيا تعود من جديد.. بمفاجأة من العيار الثقيل!” والآن جاء الدور على شركة سامسونج على مايبدو، فمنذ بداية نوفمبر، ظهرت عشرات التسريبات المتعلقة بالهاتف المرتقب Galaxy S6، المزمع الكشف عنه بتاريخ 1 آذار/مارس في مدينة برشلونة الإسبانية. ووفقا للصور التي سربها موقع NowhereElse الفرنسي، فإن الهاتف سيكون مصنوعًا من المعدن بشكل رئيسي، على عكس الهواتف السابقة من السلسلة. وبخلاف ماذكر الموقع الفرنسي، أشار تقرير نشره موقع DDaily الكوري أن Galaxy S6 سيأتي بهيكل خارجي مصنوع من الزجاج، تضاربت التسريبات حول نوعية المواد التي صنع منها الهاتف مابين المعدن والزجاج، لكنها توافقت على أن سامسونج تعتزم إطلاق خدمة Samsung Pay للدفع الإلكتروني مع الهاتف، وأنه سينبض داخل الهاتف مُعالج ثُماني النواة بمعمارية 64 بِت مصنوع بتقنية 14 نانومتر، لم يتم تحديد طرازه، وشاشة منحنية من الطرفين بقياس 5.1 بوصة بدقة QHD من نوع Super AMOLED بكثافة 577 بيكسل في البوصة. ويحمل الهاتف كاميرا خلفية كبيرة بدقة 20 ميجابيكسل مع مُثبت بصري وأمامية بدقة 5 ميجابيكسل بإمكانية التصوير بتقنية HDR في الوقت الحقيقي، وأن الشركة ستزود الهاتف بنسخة “خفيفة” من واجهة TouchWiz، وهو الأمر الذي أراه ايجابيا. لكن أكثر ما يلفتني في هذه التسريبات، الأسعار التي حصل عليها موقع AndroidPit من مصادر وصفها بالموثوقة، فإن سعر Galaxy S6 في أوروبا سيبدأ من 749 يورو لسعة 32 جيجابايت، في حين سيُباع بسعر 849 و 949 يورو لسعتي 64 و 128 جيجابايت على الترتيب وفقا لنفس المصدر. في حال صحة التسريبات، فإن لي سانج تشول، الرئيس الجديد لقسم تسويق الهواتف الذكية والمسؤول عن إطلاق الهاتف المرتقب الذي تم تعيينه في 3 فبرايرـ أي قبل شهرين فقط من الموعد المنتظر لإطلاق Galaxy S6- يقود الشركة للخروج من المنافسة في سوق الهواتف الذكية، لا سيما أن شركتا “آبل” و“شومي” ثالث أكبر مصنع للهواتف في العالم، تتربصا بسامسونج خصوصا عقب نتائج سامسونج المالية للربع الرابع من العام المنصرم 2014، التي ستنزع عنها التاج بوصفها الرائدة في صناعة الهواتف الذكية في العالم. حيث انخفضت أرباحها من الهواتف الذكية بنسبة 64 بالمئة على أساس سنوي خلال المدة من أكتوبر/تشرين الأول إلى كانون الأول/ديسمبر 2014. في النهاية أقول: شركة سامسونج تخرج نفسها من دائرة المنافسة بهاتفها المرتقب، ولن تتحمل فشلا آخر بعد المبيعات الضعيفة التي شهدها “جالاكسي إس5”. سامسونج تشيخ وتترك مكانها لشركة أخرى في سوق الهواتف.. لكن لمن؟ دورنا الانتظار….