بعض الناس يصعب فهمهم، بل يستحيل الالتقاء معهم حول مبدأ يمكن اتخاذه مرجعية يُستند إليها عند محاولة بناء أي جسر للحوار أو النقاش. هؤلاء ينتظرون الأحداث والنتائج ليقرروا بعدها المبادئ، فهي بالنسبة لهم عجوة تمر تُؤكل حينا وتُلفظ حينا آخر، تتحرك باستمرار كالرمال المتحركة لا يمكن الوقوف عليها. مثلا ترى هؤلاء يصفقون للديمقراطية والانتخابات والصناديق، فإذا جرت الرياح بما لا تشتهي سفنهم المهترئة، أضافوا لتصفيقهم ألف (لكن)، وأطلقوا عموميات من شاكلة (فلان لم يحقق الأهداف المرجوة)، أو (لم يستوعب الحركات الشبابية) أو (هو متخلف) وهم المتقدمون الحضاريون. وكل ذلك يدخل في باب (يؤمنون ببعض الديمقراطية، ويكفرون ببعضها..) تبعا للحالة التي أمامهم. ومن هؤلاء من يصيح باستمرار: لا عدو إلا إسرائيل، ثم هو يستنجد بالصفوية المجوسية التي زُرعت بأيد يهودية قديمة لتكون خنجراً في خاصرة السنة تحديدا على مدار التاريخ، يزعمون إسلاما على طريقتهم الخاصة المنحرفة، يستغيثون بالحسين، وينتظرون مجهولاً يخرج من سرداب، ليقودهم في ملحمة كبرى يضربون بها رقاب العرب أجمعين، بما فيهم هؤلاء المتفيقهون المغشوشون بكل ناعق يبارز إسرائيل عن بعد بسيف من ورق، في حين يستل حسامه البتار ليقتل الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء في الشام. ومرة يتنادى هؤلاء الموتورون معلنين تمنياتهم العاطرة بعودة الهالك أتاتورك، وهو الذي صُنع على أعين الصهيونية الحديثة عقب انهيار الخلافة التي مكروا بها لأنها رفضت التفريط في شبر من الأرض المباركة لصالح اليهود المغتصبين. أتاتورك هذا ألغى الحرف العربي وحظر الزي الإسلامي وأكثر في تركيا الفساد، فهو ربيب الصهاينة الذين يريد هؤلاء أن يلقوهم في البحر عبر خطاب بئيس وبذاءات مستحقرة ضد كل من مارس الإسلام حقيقة لا زعماً. أحيانا أعتقد جازما أن كثرة من هؤلاء يعانون من صعوبات التعلم، فأشفق عليهم، إذ لا يحسنون الاستفادة من عبر تاريخ مضى، ولا من تعاليم دين يزعمون الانتماء إليه، ولا من سير ومواقف رجال عظام قديما وحديثا ثبتوا على مبادئ صادقة ولو سارت على صدورهم الدبابات ودكتّهم المدافع التي يستنجد بها هؤلاء المساكين عند كل صائحة ونائحة. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain