×
محافظة جازان

الناموسيات لا تحمينا من أسراب البعوض

صورة الخبر

قرأت في صحيفة (سبق) الإلكترونية، أن البريطاني السير (جاي تيد مارش) أعاد كتابا استعاره من مكتبة مدرسته منذ 65 عاما، وقام بدفع (1500) جنيه إسترليني غرامة للمدرسة تعويضا لاحتفاظه بهذا الكتاب طوال هذه المدة. ووجد هذا الكتاب بالصدفة في منزله أثناء بحثه في مقتنيات قديمة – انتهى وقد علق على هذه الحادثه (20) قارئا، اقتطع لكم بعض منها: يقول من رمز لاسمه بـ (دهن العود): الغرب يتمتع بأخلاق الإسلام، ليتنا نكون مثلهم بالأمانة. القارئ (تلسكوب): هذا الخبر لا يهمنا في شيء. (الصقر الألماسي): أتمنى من البنوك بعد هذا الخبر أن يعيروني (50) مليونا، ويبشرون بالخير فسوف أعيدها لهم كما فعل هذا الشهم.. المهم النية. (أبو عثمان): ما أجمل الوفاء، وهنيئا له على كفره، لأنه إن مات سوف يخلد بنار جهنم – انتهى. هذا الخبر الذي قرأته أخجلني إلى حد كبير، وأعادني القهقرى للوراء ما يقارب من ثلاثة عقود، عندما استعرت من مكتبة عامة كتابين لمدة شهر واحد ولم أردهما حتى كتابة هذه الكلمات وكل هذا بسبب النسيان والكسل والانشغال بأمور وملذات الدنيا، وكلما أتذكرهما يؤنبني ضميري وأقسم بإعادتهما، ولكن ما إن تمر خمس دقائق حتى يعاودني النسيان، وقد أنبني ضميري إلى الآن أكثر من خمسين تأنيبا، ولا زلت مصرا على إعادتهما مهما طال الزمن، بل إنني سوف أكتب ذلك في وصيتي. والكتاب الأول هو عن غرق الباخرة الباذخة (التياتنك)، التي غرقت في المحيط الأطلسي في رحلة من لندن إلى نيويورك عام 1912. والكتاب الآخر هو: (من غاب عنه المطرب) من تأليف (أبي منصور الثعالبي) – والمتوفى عام (429) هجرية -، والذي شدني إلى استعارته، أنني أيامها كنت أمر بعدة أزمات عاطفية، وحيث إن الكتاب يحوي من الأشعار والأقوال ما قد يبرد علي كبدي، ويخفف من لوعتي، ففعلت ما فعلته. وصدق الخليفة (معاوية)، عندما سمع يوما غناء، فحرك رأسه ورجليه وصفق بيديه، ثم ثاب إلى رشده وقال كأنه يعتذر: إن الكريم طروب، ولا خير فيمن لا يطرب. هذا ما جاء في الكتاب، وعلى ذكر الغناء فاقرأوا معي ما قاله (أبو محمد الحمامي): قم فاسقني بين خفق الناي والعود ولا تبع طيب موجود بمفقود نحن الشهود وخفق العود خاطبنا نزوج ابن السحاب بنت عنقود ومن أكذب الأشعار التي قرأتها في ذلك الكتاب (المستعار) قول (أبي الشيص): وَقفَ الهوى بي حيثُ أنتِ فليس لي متأخَّرٌ عنه ولا مُتَقدَّمُ أجِدُ المَلامـة َ في هـواكِ لـذيـذة ً حُبّاً لِذكْرِك فَلْيَلُمْني اللُّوَّمُ أشبهت أعـدائـي فصِـرْتُ أحبُّهـم إذْ كان حظّي منْكِ حظّيَ مِنْهُمُ وأهنتني فأهنـتُ نفسـي صـاغـراً ما مَن يهونُ عليك ممَّن يُكْرمُ وأكذب منه بمراحل ما قاله (عبيدالله بن طاهر): إذا مرضنا أتيناكم نعودكم وتذنبون فنأتيكم فنعتذر صحيح أنني عاشق من الطراز الأول، ولي في هذا الميدان (قومة وقعدة) – ولكن ليس إلى هذه الدرجة.