أوصى المشاركون في اللقاء الثالث للمرحلة الثانية عن التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية المنعقد في منطقة جازان أمس، بتأسيس منابر وطنية للتداخل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تكون مهمتها التصدي للأفكار المتطرفة وترشيد وعقلنة الأفكار التي تبرز، وتحليلها ومناقشتها، حتى يمكن تجنيب الناشئة الوقوع في براثن الغلو والتطرف، مؤكدين أهمية توافر المعلومات والإحصاءات والدراسات الخاصة بموضوع التطرف لتتمكن الجهات المختلفة من التعامل مع هذه الظاهرة بصورة علمية. وطالب المشاركون في أعمال اللقاء بمواجهة التطرف والغلو عبر المشاركة المجتمعية في المواجهة، بحيث يصبح مواجهة التطرف هماً وقاسماً مشتركاً بين جميع وحدات المجتمع الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، مشددين على ضرورة تناغم وتكامل أدوار مؤسسات المجتمع الأساسية (البيت، المدرسة، المسجد، الإعلام) في التصدي لثقافة التطرف والتصنيف والإقصاء بين جميع مكونات المجتمع السعودي والعمل على شيوع ثقافة التكاتف والاعتدال والتسامح. وأكد المشاركون أن أخطر ما في التطرف من مظاهر هو النزعة إلى العنف والإيذاء وإزاحة الآخر المختلف معه إلى درجة التصفية، مضيفين: «وهذه آخر مرحلة التطرف وأبشع صور الإرهاب، ولا بد من معالجة كل هذه المراحل والصور قبل وأثناء وبعد ظهورها على الصعد كافة». ورأى المشاركون أن المتطرفين دينياً أو انحلالياً يحرصون على تقسيم المجتمع إلى قسمين يروج كل منهما لفكره ورؤيته «والحقيقة الواضحة أن أكثرية المجتمع وسطي معتدل، لكن الصوت المرتفع هو للتطرف والتشدد في أي اتجاه، وينبغي التصدي لهؤلاء المصادرين لرأي وتطلعات الأكثرية الغالبة في المجتمع السعوديّ». ودعا المشاركون والمشاركات إلى توحيد وتكامل الجهود الوطنية لقطاعات المجتمع الرسمية والأهلية كافة، للتصدي لظاهرة التطرف من خلال رسم استراتيجية وطنية، يتبناها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، يوضح فيها دور كل جهة أو مؤسسة من مؤسسات المجتمع السعودي لمواجهة التطرف. وكان اللقاء الثالث من لقاءات المرحلة الثانية للحوار الوطني الـ10، الذي اختتم أعماله أمس، أكد مدى أهمية نشر ثقافة الحوار في تعزيز الوحدة الوطنية، وبدأ اللقاء بتناول سلسلة اللقاءات التي عقدها المركز عن موضوع التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية، والمراحل التي مر بها منذ انطلاق اللقاء الأول من لقاءات المرحلة الثانية الذي عقد في منطقتي نجران وعسير. وشهد اللقاء مناقشة موضوع التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية من خلال أربعة محاور تتمثل في «التطرف والتشدد - واقعه ومظاهره»، والعوامل والأسباب المؤدية إلى التطرف والتشدد، والمخاطر الدينية والاجتماعية والوطنية للتطرف والتشدد، وسبل حماية المجتمع من مخاطر التطرف والتشدد. من جهته، أكد عضو هيئة كبار العلماء وعضو مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور قيس مبارك على أصالة الحوار في الإسلام في لقاء الحوار الوطني الـ10 في منطقة جازان، من خلال الاستشهاد بعدد من الآيات الكريمة التي تؤكد على موضوع الحوار. وبيّن أن الهدف من اللقاء هو الاستماع إلى أهالي منطقة جازان، بالقول: «نريد أن نستمع إليكم ونستفيد مما يطرح من خلالكم»، مؤكداً أن كل ما سيطرحه المشاركون والمشاركات من أفكار ورؤى سيتم رصدها والاستفادة منها. بدوره، قال نائب الأمين العام لمركز الحوار الوطني فهد السلطان إن اللقاء يجسد اهتمام المركز بطرح المواضيع الراهنة والمحورية التي تشكل هماً مشتركاً بين جميع مكونات المجتمع. وأفاد بأن اللقاء شهد مشاركة نخبة من أبناء وبنات المنطقة بهدف معرفة آرائهم وتصوراتهم عن التطرف ومظاهره وسبل معالجته.