•أشارك الأستاذ خالد السليمان في تعجبه من غياب معايير النقد لدى بعض أعضاء مجلس الشورى ! فعلى الرغم من أن المجلس يمثل أعلى نقطة ( نقدية) و( رقابية) في البلد ، إلا أن الملاحظ أن أغلب أطروحات بعض الأعضاء مجرد ( سواليف مجالس) و( فضفضة ) لا تقوم على دراسات بل على تجارب شخصية، وتقارير إنشائية تفتقر للبحث والاستقصاء والرصد ولغة الأرقام ! ..الأمر الذي يطرح تساؤلاً مهماً : لماذا لا يتم تأهيل أعضاء مجلس الشورى نقدياً قبل دخولهم معمعة المجلس ؟! •إن عجز بعض الأعضاء عن ممارسة دورهم ، يجعل صورة المجلس تهتز في نظر المواطن ، وما الاتهامات التي نسمعها بين حين وآخر ضد البعض بأنهم لا يقومون بواجباتهم ، إلا نتيجة لعدم إحساس المواطن بمنهجية الطرح وجدواه بالنسبة له ! . •النقد العلمي الصحيح هو أحد أسباب حيوية ونمو المجتمعات إن لم يكن أهمها .. أما ذلك المفهوم المتداول أن النقد هو رديف للنقض والاحتجاج والممانعة فحسب ؛ فهو مفهوم قاصر ومرفوض بالطبع ، فالنقد في معناه الحقيقي إبراز الأوجه الايجابية والسلبية لأي مؤسسة بكل دقة وموضوعية وتجرد وحيادية . وللأمانة فان هذا المفهوم شبه مفقود ليس على مستوى بعض أعضاء الشورى فحسب بل على مستوى المجتمع بأكمله .. فبالرغم من ازدياد أعداد ( المنتقدين) في مجتمعنا خصوصاً بعد اتساع قنوات التواصل الاجتماعي ، إلاّ أننا نعاني من غياب الناقد الحقيقي و المستبصر ، ومن غياب النقد الموضوعي البناء ، حتى في ظل زحمة ذلك الهراء الانتقادي اللامنطقي القائم على الاستسهال والشتائم والثارات الشخصية ، والعلاقات الخاصة !. •عوداً على بدء نقول : إن نقد المؤسسات وتطويرها ، والفصل في قضايا الرأي العام التي تمس حياة الناس ومصالحهم ، لا تؤتى بطريقة ( سواليف المجالس) بل بمداولات نقدية صحيحة ومنصفة ، وإذا كنا نطالب بتأهيل القضاة والمحكّمين في جميع التخصصات (بما فيها كرة القدم ) فإننا ومن باب أولى يجب أن نتساءل وبجدية : لماذا لا يتم تأهيل أعضاء مجلس الشورى قبل أن يفصلوا في قضايا وحوائج الناس؟! . m.albiladi@gmail.com