نعم أمتنا بخير بثباتها وبرباطة جأشها، بصبرها بتحاكمها إلى كتاب الله وسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه، وبإيمانها وصدقها وبحفاظها على أمنها واستقرارها وقيامها بحماية مكتسباتها وباجتماع كلمتها. ومصداقية ذلك تبرز عندما تفقد الأمة عزيزاً عليها من ولاة أمرها الأبرار، ويضرب الباحثون المثل بتصرف الأمة حينما فقدت المملكة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته- وعند فقد من سبقه من ولاة الأمر -رحمهم الله - ومعلوم أن الفقيد كان محبوباً لدى شعبه لصدق إيمانه وأبوته، وقد تحقق في عهده الكثير من المنجزات غير المسبوقة، وكان فقده خسارة على أمته وعلى المسلمين جميعهم. لقد ثبت أن المملكة حكومة وشعباً في كل واقعة وفاجعة تواجهها تقف إزاءها بثبات لا نظير له في عصرنا الحاضر، ويتم نقل السلطة من السلف إلى الخلف بسلاسة وبتوازن، وأصبح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خير خلف لخير سلف. إذ ليس الملك سلمان - أيده الله - جديداً على المسؤولية الكبرى وليست جديدة عليه، فالأمة تعلم علم اليقين كفاءته ومقدرته وخبرته وشجاعته في الحق ومحبة شعبه له ومحبته لشعبه، وتعلم الأمة أيضاً قوة إيمانه ورسوخه في العلم بتاريخ الأمة وأنسابها وأعرافها وعاداتها وتقاليدها وآدابها الإسلامية وشيمها النبيلة، وتعلم اطلاعه على واقع العصر الدولي والعربي والمحلي جملة وتفصيلاً. وكان الملك سلمان - حفظه الله - المشارك الأول في تحمل المسؤولية مع من عاصره من الملوك البررة، وكان موضع ثقتهم ومستشارهم. ولهذا فإن الأمة بعلمائها ومثقفيها ومفكريها وجميع أفرادها من رجال ونساء كلهم مغتبطون بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ومغتبطون بالأوامر الملكية والتوجيهات التي صدرت، ويرون أنها أوامر وتوجيهات حكيمة وهادفة وفعالة وقد قابلتها الأمة بالرضى والابتهاج والأمل والشكر الجزيل والدعوات الصالحة، كما أن الأمة تأمل فيمن تحمل مسؤولية معينة من أمراء ووزراء ومستشارين وغيرهم أن يكونوا جميعاً عند حسن الظن بهم. وختاماً نقول طبت وطاب مسعاك يا خادم الحرمين.