طالب عدد من المواطنين بإقامة دورات تعريفية للعمالة وحفظ حقوقهم، وتنظيم العلاقة بين صاحب العمل والعامل في الخدمة المنزلية؛ مثل دفع الأجر المتفق عليه في العقد عند نهاية كل شهر دون تأخير وتوفير السكن المناسب والتمتع بيوم إجازة أسبوعي وتحديد ساعات العمل والراحة. وتساءل يوسف عنايت عن استقدام العاملات المنزليات دون أدنى تدقيق للبيئة والخلفية والمستوى التعليمي، مشيرا إلى أن بعضهن بدائيات لا يعرفن أبسط قواعد الحياة العصرية من تعامل مع الأدوات المنزلية، فضلا عن تورطهن في حوادث جنائية أو حالات نفسية مضطربة لا تؤهلهن للعمل. واعتبر بدر المسعود صدور لائحة عمال الخدمة المنزلية أمرا في غاية الأهمية، نظرا لكونها إطارا يحكم العلاقة الشائكة بين أصحاب العمل والعمالة المنزلية، خصوصا ما يتعلق بالعاملات المنزليات، واللاتي أصبحن مصدر قلق وخوف وعبء ثقيل، بعد أن وصل الأمر إلى مرحلة ارتكاب الجرائم والاعتداء على أفراد الأسرة، خصوصا الأطفال. وأوضح عبدالرحمن منشي أن اللائحة تنص على عدد من البنود المهمة التي تحفظ للعمالة حقوقها؛ مثل دفع الأجر المتفق عليه في العقد عند نهاية كل شهر دون تأخير وتوفير السكن المناسب والتمتع بيوم إجازة أسبوعي وتحديد ساعات العمل والراحة، وإجازة شهر مدفوعة الراتب بعد انقضاء سنتي عمل، واستحقاق مكافأة نهاية خدمة بعد انتهاء العقد في حال أكمل العامل أو العاملة أربع سنوات عمل، وفي المقابل فإن اللائحة تنص أيضا على حقوق صاحب العمل مثل أحقيته بوضع عامل الخدمة المنزلية تحت التجربة لمدة لا تزيد على ثلاثة أشهر ليتحقق من الكفاية المهنية للعامل أو العاملة المنزلية وسلامة سلوكهم الشخصي. وأشار عبدالعزيز مرعشي إلى أن حقوق صاحب العمل، بالرغم من منطقيتها، إلا أنها غير كافية ولا تغطي مناطق الخلل، بل تميل إلى النظرية وصيغت بعبارات تعميمية لا يمكن تطبيقها بسهولة أو استيفاؤها، فضلا عن كونها غير مرتبطة بعقوبات محددة وواضحة يتخذها صاحب العمل أو اللجان الخاصة بالنزاعات في مثل هذه الحالات. وتساءل مرعشي عن كيفية إثبات صاحب العمل أن العاملة المنزلية لم تحافظ على أسرار أسرته أو لم تنفذ العمل المتفق عليه، فضلا عن أن العقوبات التي أشارت إليها اللائحة في حق المخالف لشروط العقد، سواء كان رب العمل أو العاملة، هي من باب الغرامات المالية التي يصعب تحصيلها وستظل حبرا على ورق. وقال عبدالإله آل سليمان «بالرغم مما تضمنته اللائحة من بنود توضح واجبات وحقوق كل من صاحب العمل والعاملة المنزلية في علاقاتهما التعاقدية، إلا أنها لن تكون حلا سحريا لطبيعة العلاقة الشائكة وما يؤثر عليها من ثقافة مجتمعية جعلت من العاملة المنزلية أداة للعمل تقضي 24 ساعة في منزل بعيد عن أهلها وغريب على ثقافتها وبيئتها دون النظر إلى احتياجاتها الإنسانية ومشاعرها الآدمية».