المتأمل في موقع المملكة ومكانتها سيجد أن جميع أنظار العالم تتجه إليها من كل صوب وحدب.. وهناك من يستهدفها بالخير، وعلى الجانب الآخر هناك من يدبر لها المكائد ويكيد لها بما هو أهله من سلوك عدائي لم يراع فيه معتقدا ولا جوارا ولا أسس العلاقات الدبلوماسية الدولية.. فكان لا بد من تكريس الوعي الأمني بشتى مناهجه، مما أكسب رجال الأمن السعودي تجربة وخبرة عالية في التعامل مع الاحتمالات الطارئة.. وتكامل ذلك بكل احترافية نتيجة التخطيط والتنظيم والتأهيل المدروس من قبل القيادة الحكيمة التي تعطي توجيهاتها بأن الوقاية خير من العلاج.. فبسواعد أبناء الوطن البررة الذين يتكاتفون مع رجال الأمن والقائمين على الخدمات في الوزارات المعنية وتمكينهم من تسخير كل ما لديهم من إمكانات لأداء هذا الواجب. ومهمة التغلب على المصاعب وتذليل العقبات وتوفير الراحة والأمن والاطمئنان هدف تكرس له الدولة كل الجهد ميدانيا وماديا ومعنويا، وتسعى معه إلى الارتقاء بكل خدمات الحج الصحية والأمنية والتعامل مع الحوادث والأخطار.. فهنا قيادة قوة وإدارة تنظيم المشاة وتعمل على تجهيز خططها السنوية لموسم الحج على مدار العام.. واليوم بلغ عدد القيادات 25 قيادة ميدانية و140 مركزا منتشرة على امتداد مشعر منى، إضافة لدعم ومساندة نقاط المنع على مداخل مكة المكرمة. ومن الأشياء التي تدعو للاطمئنان أن المشاركين في مهمة حج هذا العام أمضوا 8 أشهر للتدرب على كل المهمات، فضلا عن الخبرة التي اكتسبها70% منهم وقتما شاركوا في خدمة زوار بيت الله الحرام خلال رمضان الماضي.. فيما يجد المرضى وكبار السن الذين قد يتعرضون لأي متاعب صحية أثناء الطواف والسعي للخدمات الإسعافية وتنفيذ عمليات الفرز والإخلاء الطبي للمصابين، فلقد وفرت قوة الدفاع المدني بالحرم ما يزيد على 26 نقطة في صحن الطواف والمسعى وجميع مداخل الحرم والساحات المحيطة. ولما كان للتوعية والتحذير والحيلولة دون حدوث عمل ضار هي أفضل الطرق لبث الاطمئنان والسكينة والشعور بالأمن وعدم التأثير في روحانية العبادة والنسك في المشاعر المقدسة.. فهناك فرق متخصصة ستجوب المشاعر المقدسة لتطبيق البصمة العشوائية على الحجاج المفترشين في شوارع وطرقات المشاعر المقدسة، وذلك دون أدنى خدش للشعيرة، وبعد أن ينتهي وتتأكد الجهات المعنية أنه بدون تصريح تطبق عليه العقوبات النظامية بعد الحج، سواء أكان مواطنا أومقيما. ومما يدفعنا للفخر بأبناء الوطن ما نجده من الكشافة العربية السعودية في المواسم من جهد مكلل بالحب في العمل وخدمة الوطن والحفاوة على الزوار وضيوف الرحمن.. وهذا العام وجدناهم مستحدثين ثلاثة إصدارات مطورة من برنامج الإرشاد الإلكتروني لإرشاد الحجاج التائهين ضمن برامجها التقنية المطورة.. حفظ الله وطننا وقيادتنا وأبناءنا وهنيئا لزوارنا بالتنعم في هذه الأراضي المباركة.