×
محافظة المنطقة الشرقية

رياح نشطة نسبياً على الشرقية والرياض .. اليوم

صورة الخبر

أكد أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبدالعزيز الشيخ الدكتور عبدالله بن بيه أن حث ولي أمر المسلمين والقائم على شؤون الحرمين بعدم تكرار المسلم للحج يجعله واجبا ــ كما نص عليه العلماء، وقال: «إن العلماء اختلفوا في ترتيب سلم القربات، وعلى المسلم المتجه إلى الحج تطوعا هذا العام أن ينظر في أحوال الأمة اليوم، وأن حاجة المسلمين اليوم في إطعام مسكين ذي مسغبة». وأضاف: «إن تكرار الحج تطوعا تجب معالجته من ثلاثة مستويات، الأول وجود طاعات قد تقدم على حج التطوع، والثانية مراعاة تجنب أذى الناس، الثالثة أمر ولي الأمر بعدم تكرار الحج يجعله واجبا، والعلماء نصوا على أن الأفضل لأهل مكة التنفل في الحرم، وأن يتركوا الطواف للغرباء حتى لا يزاحموهم»، جاء ذلك خلال مشاركته أمس في الجلسة العلمية الثالثة (تكرار الحج وأخبار السلف في ذلك جمعا ودراسة وبيانا للحكم)، ضمن فعاليات ندوة الحج الكبرى. وقال ابن بيه: «إن هذه اللقاءات تعتبر من منافع الحج، لنلتقي ونستفيد ونتبادل الخبرات والمعلومات والبحث في مختلف المواضيع، والحج تطوعا قربة، وعندما نتحدث عن التكرار فلا نغمط التكرار حقه»، وأوضح أن العلماء اختلفوا في ترتيب سلم القربات، فذهب الطبري إلى أن أفضل القربات الصلاة لما ورد في حديث: «واعلموا أن أفضل أعمالكم الصلاة»، ثم أفضلها الصيام لما ورد في الحديث القدسي: «إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به»، ثم الصدقة أفضل، مضيفا أن التخير مرتبط بالظروف، كما في حديث أم معقل حين قال لها النبي ــ صلى الله عليه وسلم: (العمرة في رمضان تعدل حجة) إذا لم تكن الظروف مواتية كما روي في مسند أحمد في كتاب الزهد أن (الصدقة أفضل من الحج)، كما ورد أيضا أن الصدقة أفضل من الجهاد، وذكر ابن بيه أن المالكية قالوا: (إذا كان الناس محتاجين، فالصدقة أفضل حتى من حج الفرض) كما هو حال الأمة الإسلامية اليوم، وتساءل: أليس من الأولى لمن يحج تطوعا أن ينظر في هذه الأحوال ويتخير ما هو الأجدى؟ واستدل بقصة ابن المبارك وتركه للحج بعد رؤيته لامرأة محتاجة في البصرة، حيث أعطاها الأموال التي كان يقصد بها الحج. وحول المحور الثاني من معالجة تكرار الحج تطوعا، قال ابن بيه: «إن تجنب أذى الناس ووردت فيه أحاديث تنهى عن أذية الناس، كما نهى النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ ابن عمر عن المزاحمة عند الحجر، وكما نص العلماء على أن الأفضل لأهل مكة التنفل في الحرم وأن يتركوا الطواف للغرباء، حتى لا يزاحموهم، وكما ورد في الحديث (لا ضرر ولا ضرار)». وعن عدم تكرار الحج تطوعا، ذكر ابن بيه قول ابن عابدين (إن أمر الإمام بما ليس معصية يجعله واجبا)، موضحا أن ابن عابدين ذكره بمناسبة تكبير العيد، حيث أمر الرشيد بالتكبير بأمر جده يعني ابن عباس»، وأشار ابن بيه إلى أنه يطرح هذا الأمر لا مجاملة لكن شرعا، وأن الأحاديث التي وردت في الطاعة، خصوصا في صحيح مسلم ليست منسوخة، والحكمة التي وردت من أجلها هي سد الذرائع ومساعدة الحاكم المسلم على إقامة أمور المسلمين، وفي الحج قد تكون لتفادي الزحام أو أي أمر آخر.