نفض قطار دوري جميل الغبار عن عرباته، وانطلق من جديد على قضبان الإثارة والتشويق ينشر البهجة والمتعة في المدرجات ويفتح للمدربين من جديد حسابات الفوز والخسارة في رحلة متباينة الأهداف. هناك من يبحث عن إحكام سيطرته على الصدارة.. وهناك من يحاول اللحاق بركب الفرسان وهناك من يبحث عن طوق النجاة والبقاء تحت خيمة الدفء والأمان. ـ عاد دوري جميل وقد خلد للنوم طويلا حتى ضعفت ذاكرة الجماهير، نسيت ترتيب الفرق ورصيد النقاط وأسماء اللاعبين ومعه عادت الأسئلة الصعبة: من اغتنم فرصة البيات الشتوي الطويل وجهز أوراق اعتماده لأصعب وأخطر مرحلة من عمر الدوري؟ ومن ركن للنوم والأحلام وأخذ أكبر قسط من الراحة؟ جاءت الجولة الأولى من دوري الإياب تحمل معها الإجابات: العالمي سحق نجران برباعية نظيفة مشددا قبضته على القمة ب 37 نقطة.. رصيد أكثر من رائع.. والملكي التهم هجر بثلاثية نظيفة محافظا على حظوظه بالمنافسة على اللقب.. أمام نجران أكد العالمي جاهزيته الفنية واللياقية والبدنية والنفسية وعاد إلى الرياض وفي حقيبته أغلى ثلاث نقاط.. أهميتها تكمن في انعكاساتها النفسية والمعنوية على الفريق.. حصدها يعني أن العالمي قادم بقوة وإنه لن يتنازل عن القمة لأحد.. فيما لو تعثر بالخسارة أو التعادل لدخل في نفق أزمة التفريط والوقوع تحت سندان التوتر العصبي والنفسي.. وكذلك فعل الملكي بالأحساء.. كلاهما تجاوز بنجاح كبير عقبة المواجهة الأولى بعد التوقف الطويل.. ومن وحي اللقاءين واصل السهلاوي عزفه المنفرد بتسجيل الأهداف مقتربا من (العمدة) السومة وواصل حسين عبدالغني صناعته الأهداف بكراته العرضية القاتلة وتأخذك الدهشة معها في مشوار قصير كيف يغيب لاعب بهذه المواصفات عن قائمة الأخضر في آسياد آسيا ؟ ويواصل ديسلفا رسم لوحاته الجميلة في صناعة وجه هجومي خطير للعالمي.. ولازال لديه الكثير في قادم المواجهات وأهمها وأخطرها لقاء الأهلي في الدور قبل النهائي لكأس ولي العهد.. فيما قدم جروس في موقعة هجر مفاجآته الجديدة أحمد اليافعي الذي فتح شوارع في دفاع هجر من الجهة اليسرى بالتعاون مع محمد عبدالشافي أبرز نجوم اللقاء.. ولو استثمر مهاجمو الأهلي تمريراته العرضية الماكرة في الشوط الثاني لخرج الأهلي فائزا بنصف درزن من الأهداف.. الأهلي بغياب الكبير وعودة سيزار عاد لوسط الأهلي الهجومي حيويته وعندما يعود السومة في موقعة النصر سيكتمل عقد الملكي.. فالفريق لايعاني.. خطوطه مكتملة الأركان.. محافظا على سجله نظيفا خاليا من الهزائم.. ـ العالمي والملكي قدما في أول إطلالة على المسرح الكروي أوراق اعتمادهما رسميا كأبرز المنافسين على اللقب.. وعلى من يرغب اللحاق بهما عدم خسارة نقطة واحدة.. خاصة الهلال والشباب والاتحاد.. وتحديدا أمام فرق الوسط والقاع.. فقد انتهى مسلسل التعويض لازال قائما.. والفرصة لازالت متاحة بانطلاق الدور الثاني.. رفعت الأقلام وطويت الصحف. نقاط تحت الحروف ـ ألف مبروك أخضرنا بلقب بطل الخليج.. معلنا ولادة أمل في صناعة منتخب حقيقي.. إذا عرفنا كيف نحافظ عليه. ـ المكرمة الملكية للأندية كبيرها وصغيرها.. غنيها وفقيرها إذا استثمرت جيدا ولم تبدد في تسديد الديون. ـ لفتة كحيلان النصر تجاه أحد منسوبي النادي وضم اسمه لقائمة مكافآت الفريق الأول في جميع اللقاءات أكثر من رائعة.